دخلت مكافحة اغتصابات تنظيم داعش في العراق والجماعات المسلحة في شرق الكونغو ضمن اختيارات لجنة نوبل للسلام للعام الحالي 2018، إذ فازت الناشطة الإيزيدية العراقية نادية مراد، والطبيب الكونغولي دنيس موكويغي، بجائزة نوبل للسلام، أمس، لجهودهما في وقف العنف الجنسي كسلاح في الحرب، فيما ثمنت تقارير تلك الخطوة كونها تعمل على إعادة النسيج الاجتماعي للشعوب. نادية مراد تعرضت للعنف الجنسي من قبل مسلحي داعش عام 2014
فازت الناشطة الإيزيدية العراقية نادية مراد، والطبيب الكونغولي دنيس موكويغي، بجائزة نوبل للسلام لعام 2018، أمس، لجهودهما في وقف العنف الجنسي كسلاح في الحرب، فيما أجمعت تقارير على أن جائزة نوبل للسلام هذا العام توجت جهود مكافحة العنف الجنسي في الحروب، سيما وأن تلك الظاهرة تحولت إلى تكتيك عسكري من قبل التنظيمات الإرهابية والجماعات المتمردة في عدد من الدول لترهيب المدنيين وكوسيلة من وسائل الحرب، لخلق أجواء الخوف وتدمير النسيج الاجتماعي وتغيير التركيبة العرقية. وكانت لجنة نوبل النرويجية، قد قالت في إعلانها، إن دينيس موكويغي ونادية مراد «لهما إسهام حاسم في تركيز الانتباه على جرائم الحرب من هذا النوع ومكافحتها». وفي مسوغات قرارها، أضافت اللجنة التي تمنح الجائزة «دينيس موكويغي هو يد المساعدة الذي كرس حياته للدفاع عن هؤلاء الضحايا. نادية مراد هي الشاهدة التي تبلغ عن التجاوزات التي ارتكبت ضدها وضد غيرها». وستسلم الجائزة التي تقدر بتسعة ملايين كرونة سويدية ما يعادل 1.01 مليون دولار، في حفل يقام في أوسلو في 10 ديسمبر المقبل، بالتزامن مع ذكرى وفاة رجل الصناعة السويدي ألفريد نوبل الذي أسس الجائزة في 1895.
الفائزان يذكر أن نادية مراد هي فتاة استباح تنظيم داعش الإرهابي قريتها كوجو قرب جبال سنجار في محافظة نينوى شمالي العراق، أغسطس 2014، وأصبحت إحدى الفتيات الإيزيديات اللاتي تعرضن للاستعباد الجنسي من قبل مسلحي داعش، وفوق ذلك كله قتل هؤلاء المسلحون والدتها وأشقاءها، مما ضاعف من مأساتها، وهو أمر غيرّ مجرى حياتها تماما لتنخرط لاحقا بنضال طويل توّجته بنيلها جائزة نوبل للسلام. كما عرف عن الطبيب الكنغولي دنيس موكويغي، العمل بلا كلل ودون استسلام للخوف منذ سنوات طويلة في مداواة وآلام جراح النساء ضحايا الاغتصاب في الحرب المنسية في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية. تنظيم داعش حسب التقارير فإن تنظيم داعش تعمد استخدام العنف الجنسي من قبل تنظيم داعش في الأماكن التي كان يسيطر عليها في سورية والعراق، مشيرة إلى قول فتاة عراقية إيزيدية بأنها كانت ضمن مجموعة من النسوة تم فرزهن لتصبحن فيما بعد «استثمارا يغري المجندين بممارسة الجنس والبقاء في التنظيم». وقالت التقارير إن تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية كانوا يحصلون على عائدات من خلال المتاجرة بالجنس، والاستعباد الجنسي، والابتزاز من أجل الحصول على فديات. وتقدر الأممالمتحدة قيمة مبالغ دفعتها الطائفة الإيزيدية كفديات لداعش في العراق وسورية ما بين 35 إلى 45 مليون دولار في 2014 لوحده. وتستخدم تلك التنظيمات العنف الجنسي لا للحصول على عائدات مادية وحسب، بل لتحقيق أهداف أمنية عبر ترهيب سكان من أجل إخضاعهم، وتشريد مدنيين من مناطق استراتيجية، وترسيخ إيديولوجية عبر حرمان النساء من حقوقهن والسيطرة على عملية التكاثر، والحصول على أيد عاملة. جماعة بوكو حرام تحتل النساء والفتيات المختطفات، مركزا رئيسيا في أيديولوجية جماعة «بوكو حرام» المسلحة في نيجيريا، وفي عام 2014 اختطفت الجماعة أكثر من 200 طالبة في شيبوك، في نيجيريا، تتراوح أعمارهن بين 12 و17 سنة. واقتيدت الفتيات إلى أدغال سمبيسا في شاحنات، غير أن العشرات منهن تمكن من الفرار في الساعات والأيام التالية.وهدد زعيم “بوكو حرام” أبو بكر شيكاو في شريط فيديو بتزويجهن قسرا ومعاملتهن كجوار وسبايا، لتظهر بعد أسبوع في شريط ثان حوالي 130 فتاة محجبات يتلين القرآن. كما طالب شيكاو السلطات المعنية بالإفراج عن عدد من السجناء مقابل الإفراج عن القاصرات. وقال «خطفت الفتيات... سأبيعهن في الأسواق». واعتبرت 223 طالبة مفقودات وسرت أنباء حول احتمال نقلهن إلى تشاد والكاميرون المجاورتين لبيعهن مقابل 12 دولارا لكل واحدة منهن.
نادية مراد - كانت تعمل في صالون تجميل وتبلغ من العمر حاليا «25 عاما» - تعرضت للاعتداء الجنسي من قبل مسلحي داعش عام 2014، ولمدة 3 شهور - قتل المسلحون والدتها وأشقاءها، مما ضاعف من مأساتها. - هربت الفتاة الإيزيدية من مسلحي داعش وتمكنت من الوصول الى ألمانيا - بعد علاجها، ظهرت في عدة لقاءات دبلوماسية، وحضرت جلسات لمجلس الأمن - أصبحت من أبرز الأصوات المنددة بالتطرف وباستخدام العنف الجنسي في الحروب - أطلقت حملة لرسم البسمة على وجوه الآلاف من الضحايا الذين تعرضوا إلى جرائم داعش - قادت مع المحامية الحقوقية، أمل كلوني، حملة من أجل محاكمة تنظيم داعش أمام المحكمة الجنائية الدولية. - توجت بلقب السفيرة الأولى للأمم المتحدة لضحايا الإتجار بالبشر - نالت جائزة سخاروف الأوروبية لحرية الفكر وجائزة فاتسلاف هافيل لحقوق الإنسان وأخيرا جائزة نوبل للسلام. دينيس موكويغي - ولد في مارس 1955 في بوكافو في حين كانت الكونغو مستعمرة بلجيكية. - قضى أجزاء كبيرة من حياته في مساعدة ضحايا العنف الجنسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية. - كان الثالث من بين تسعة أبناء وبعد دراسة الطب في بوروندي المجاورة عاد إلى بلده للتدريب في مستشفى ليميرا. - بعد تخصصه في أمراض النساء والتوليد في فرنسا، عاد إلى ليميرا في عام 1989 ليعيد إحياء قسم أمراض النساء. - عندما اندلعت حرب الكونغو الأولى في عام 1996، دُمر المستشفى بالكامل. وفي عام 1999 أسس مستشفى بانزي في بوكاف. - شارك في معالجة آلاف المرضى والذين وقعوا ضحية للاعتداءات الجنسية. - طالب بتحمل الرجال والنساء والسلطات بالإبلاغ ومكافحة هذا النوع من جرائم الحرب. - انتقد الحكومة الكونغولية وبلدانا أخرى لعدم قيامها بما يكفي لوقف استخدام العنف الجنسي ضد المرأة كسلاح للحرب. - يُعد متحدثاً بلسان ملايين المدنيين الذين تهددهم المجموعات المسلحة أو عصابات الإجرام في كيفو الغنية بمعدن الكولتان. - أصبح هدفا للعصابات المسلحة ونجا في أكتوبر 2012 من محاولة اغتيال. ليبريا وسيراليون استهدفت النساء والفتيات على وجه الخصوص خلال الحرب اﻷهلية التي استمرت 14 عاما، وتقدر نسبة من تعرضن إلى أحد أنواع العنف الجنسي أو العنف القائم على التمييز بين الجنسين إلى حوالى %75 وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وتعتبر حالات الاغتصاب في ليبيريا، ثاني أكثر جريمة شيوعاً في البلاد، كذلك تزداد حالات إفلات الجناة من العقاب، كما يوجد ارتفاع كبير لعدد حالات الاغتصاب رُصد في جميع مقاطعات البلاد، بمعدل 803 حالات عام 2015. وعلى مدى الصراع المسلح في سيراليون منذ عام 1991 حتى عام 2001، تعرضت آلاف النساء والفتيات من جميع الأعمار والطوائف العرقية والطبقات الاجتماعية والاقتصادية إلى العنف الجنسي المنظم على نطاق واسع، بما في ذلك الاغتصاب الفردي والجماعي والاغتصاب باستخدام أدوات كالأسلحة والحطب والمظلات وأيدي الهاون. رواندا قامت ميليشيات الهوتو باغتصاب حوالي نصف مليون امرأة من أقلية التوتسي خلال الحرب الأهلية التي جرت هناك قبل عشرين سنة حسب تقديرات الأممالمتحدة. وتشير التقديرات إلى أن ما بين 10,000 و250,000 امرأة تعرضن للاغتصاب خلال الأشهر الثلاثة التي جرت فيها الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994. ويشكل العنف الجنسي المرتكب خلال الحرب تحديات عديدة للضحايا الناجيات ،وكثيراً ما يترتب على ذلك زيادة فقر هؤلاء النساء وتعرضهن للمزيد من الإيذاء.