على مدى عام 2010 جندت منظمة اليونسكو في باريس إمكاناتها من أجل تفعيل السنة الدولية للتنوع البيولوجي، ولم تقتصر فاعلياتها على ميدان العلوم فقط بل في مجال الثقافة أيضا نظرا للروابط الوثيقة بين التنوع الثقافي والتنوع البيولوجي. وفي نهاية العام تم إطلاق العام 2011 كسنة دولية للكيمياء. وحول هذا القرار تقول المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا: إن تتابُع هاتين السنتين الدوليتين هو بحد ذاته علامة قوية على الدور الجوهري الذي يؤديه العلم في فهم بيئتنا، وفي سبيل التنمية والسلام. وهو يشهد أيضا على أن إرادة المجتمع الدولي تنخرط بكثافة في الاهتمام بهذه الموضوعات. كما إنه يبين الدور المحرك لهذه العملية الذي تؤديه اليونسكو بوصفها وكالة الأممالمتحدة الوحيدة المتخصصة في مجال العلوم. كما تأتي أهمية تتابع العامين، بحسب قول بوكوفا، من أن التنوع البيولوجي هو، إن جاز القول، موردنا الطبيعي الأول، الأساسي أكثر من سائر الموارد. إذ إنه الدعامة لكم كبير من العمليات التي كثيرا ما نبالغ في اعتبارها أمورا موجودة، مثل جودة الهواء، وتنظيم المناخ، وتنقية الماء، ومكافحة الطفيليات والأمراض.. إلخ. ومن الصعب تصور رفاهية البشر وبقائهم بدون تنوع بيولوجي مزدهر. ولذا يجب أن يستمر انخراطنا جماعيا في خدمة التنوع البيولوجي. ويفترض في السنة الدولية للكيمياء، عام 2011، أن تقوم بمثابة محفز دافع لطموحنا في ميدان العلوم، وهو طموح كبير؛ إذ إن الكيمياء كلية الحضور في حياتنا اليومية: في الأطعمة التي نتناولها، والملبوسات التي نرتديها، والطاقة التي نستعملها. فالكيمياء، شأنها شأن التنوع البيولوجي، هي جزء من هذه "البيئة الصامتة"، التي لا تلقى حق تقديرها في كثير من الأحيان، والتي يجب علينا أن نفهمها فهما أفضل لكي نتوجه توجها أفضل نحو المستقبل. وتمثل العلوم بوجه عام، والكيمياء بوجه خاص، رافعات استراتيجية للتنمية. كما أن العلوم أدوات جبارة لصنع السلام، عن طريق التعاون الدولي بين الباحثين في مختلف أرجاء العالم. والتحدي الكبير على مدى العام المقبل يتمثل في الإجابة على سؤال: كيف لنا بأن نكون كيمياء خضراء؟ تسخر لخدمة التنمية المستدامة؟ فاكتشافات الكيمياء من شأنها أن تساعدنا على مجابهة التحديات التي يطرحها تغير المناخ في العالم، وإيجاد أشكال للطاقة بديلة. ومن شأن الكيمياء أيضا أن تسهل النفاذ إلى ينابيع للمياه غير الملوثة، وهو رهان يمثل من جوانب كثيرة، مستقبل الاستقرار العالمي. لذلك فالاحتفال بالسنة الدولية للكيمياء يجب أن يقرأ في إطار عقد الأممالمتحدة للتعليم من أجل التنمية المستدامة (2005-2014).