قال عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية عضو لجنة المناصحة الدكتور مسعد بن مساعد الحسيني: إن تأشيرة الدخول للمعاهدين والمستأمنين تقوم مقام العهد والأمان, مشيرا إلى أن من أعطي هذه التأشيرة فقد أعطي العهد والأمان، ومن قتل معاهدا فقد تطاول على الله ورسوله لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "ألا من قتل نفس معاهد له ذمة الله وذمة الرسول فقد أخفر بذمة الله...", مؤكدا أن أمان ولي الأمر أمان شرعي والأنفس المعصومة هي نفس المؤمن والمعاهد والمستأمن والذمي. وذهب الحسيني خلال الندوة التي أقامها فرع الشؤون الإسلامية بالمدينة المنورة أول من أمس بالصالة الثقافية بمدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز الرياضية بالمدينة المنورة تحت عنوان "حرمة الدماء.. تعزيز الوسطية" وأدراها الدكتور سلمان العلوني إلى أن من أعظم أسباب سفك الدماء هو التكفير، وطالب خلال الندوة المسؤولين في الشؤون الإسلامية بإقامة ندوة خاصة به, مشيرا إلى أن التكفير بغير علم يستبيح دماء المعاهدين فهو يعمي ويصم. وبين الحسيني أن عصمة الدماء تزول بالكفر بالله بعدم وجود عهد أو ذمة والكفر بعد الإسلام والساحر والذي يعتبر تاركا لدينه وقاطع الطريق والذي يعتبر مفارقا للجماعة والخروج عن ولاة الأمر ونقض العهد من المعاهد بسبب سب الله أو سب الرسول أو سب الدين والزنا بعد إحصان, مشيرا إلى أنه لا يسوغ أن يقتل من زالت عصمته سوى الإمام وقد يترك الإمام قتل من زالت عصمته للمصلحة العامة للمسلمين. من جانبه، قال أستاذ العقيدة بالجامعة الإسلامية إبراهيم عامر الرحيلي إن بعض الدماء المعصومة أصحابها كفار وقد حرم الله هذه الدماء لحكمة ومصالح, مستغربا من ظن البعض تحريم هذه الدماء من قبل العلماء فيه نوع من التخاذل. ويرى الرحيلي أن استباحة الدم المعصوم تعتبر إزهاقا للنفس سواء بسيف الشارع حيث من قتل غيره يقتل، أو بدفاع المعتدى عليه ولو أن هذا المعتدى عليه قتله فإن دمه هدر لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "من قتل دون نفسه فهو شهيد". وأشار الرحيلي إلى أن هناك أمورا كثيرة تترتب لقتل الدماء المعصومة للفرد والمجتمع، حيث إن الفرد يتعرض لعقوبة السجن والتي قد ينتج عنها تعطل مصالحه وتجارته وضياع أسرته, كما أن بعضهم قد يهجر بلده وأسرته بالإضافة إلى غضب الله وهو أعظم العقوبات. فيما تترتب على المجتمع الذي يقتل الدماء المعصومة العيش في الخوف والقلق الدائمين وتعطل المصالح التجارية والمصالح الدينية فيقل عدد العلماء لخوفهم على أنفسهم, كما لا يخرج الناس للصلاة في المساجد من الخوف، بالإضافة إلى تعطيل الجهاد فلا يمكن للحاكم الجهاد بمن يكفره ويكفر سائر الأمة.