لم تكد دموع طالبات وزميلات المعلمتين سامية الجهني، ودلال الحربي تجف بعد وفاتهما في حادث مروع أول من أمس على طريق المدينةتبوك حتى فجع الوسط التربوي بوفاة معلمتين أخريين إثر حادث على الطريق نفسه في "المندسة" بعد اصطدام مركبة تقل ست معلمات بمركبة أخرى قادمة من تبوك بعد انحراف مركبة المعلمات تجاه المركبة الأخرى وانقلابها، حيث نتج عن الحادث وفاة المعلمتين ريم العطوي ونادية السهلي، وإصابة زميلاتهما والسائق بإصابات متنوعة. وبدا أن مشاكل الطريق لن تتوقف حيث تعرضت مركبة أخرى تقل معلمتين مع سائقهن أمس إلى حادث مروري بعد اصطدامهم بمركبة مسن ثمانيني على طريق "النخيل الحناكية" حولت إثره المعلمتان مع سائقهما إلى مستشفى الملك فهد في المدينة لتلقي العلاج اللازم. ووجه أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد مدير شرطة المنطقة ومدير إدارة الطرق والنقل بالمدينة وبشكل عاجل باتخاذ اللازم كل فيما يخصه؛ للحيلولة دون تكرار هذه الحوادث بحيث يتم حجز الشاحنات أثناء فترة دوام وانصراف المعلمين والمعلمات على أن تعمل إدارة الطرق حالاً على إصلاح الأجزاء التالفة من الطريق، ووضع اللوحات الإرشادية الكافية، مشددا على وجوب تكثيف دوريات أمن الطرق وضبط السرعة على هذا الطريق. كما قدم أمير المنطقة تعازيه ومواساته لأسر المتوفيات، سائلاً الله عز وجل أن يتغمدهن بواسع رحمته ورضوانه وأن يلهم ذويهن الصبر والسلوان. من جهته طلب مدير عام وزارة النقل بالمدينةالمنورة المهندس زهير كاتب خطابا رسميا من الصحيفة للتعليق حول دور إدارة الطرق بوضع حلول عاجلة لتفادي المزيد من الحوادث بطريق المدينةتبوك. وبحسب معلومات "الوطن" فالمعلمة ريم العطوي تعمل معلمة لغة إنجليزية بالابتدائية الثانية بمحافظة خيبر منذ عامين، ومتزوجة ولها طفلان، أما زميلتها نادية السهلي فهي غير متزوجة. وأوضح مدير مرور المدينة العميد سراج كمال أن قائد المركبة القادمة من منطقة تبوك لا توجد نسبة خطأ عليه؛ لأنه كان يقود مركبته بنفس الطريق الصحيح، أما قائد مركبة المعلمات فاتجه نحو مركبة القادم من تبوك، ثم حاول تلافيها لكنه اصطدم بجانب المركبة لتنقلب فيما بعد، مشيرا إلى أن الشركة المنفذة، وكذلك إدارة الطرق تتحملان جزءا من مسؤولية الحادث لعدم وجود وسائل السلامة وكذلك اللوحات الإرشادية. وبين سراج أن العلامات الأرضية للطريق هي من قادت قائد مركبة المعلمات إلى مواجهة القادم من تبوك لعدم وضوحها وتداخلها، مؤكدا أن إدارة المرور تمتلك الوثائق التي تثبت عدم سلامة الطريق، وأن الشركة التي وضعت بعض اللوحات الإرشادية بعد وقوع الكارثة لن ينظر لها؛ لأن السلامة لم تكن متوفرة قبل وقوع الحادث، وأن ذلك مسجل لدى إدارة المرور. وبحسب المحامي عبدالرحمن المحمدي فإن الأسباب توفرت لدى أولياء الأمور لتقديم شكوى ضد الشركة المنفذة، والمشرفة حسب تقرير إدارة المرور بصفتها المشرفة على سلامة الطرق، مبينا أن المعلمات المتوفيات والمصابات يحق لهن التعويض المادي عن الضرر الذي حل بهن، كما أن الحادث وقع عليهن وهن متجهات لعملهن وطريقهن معتاد، ولم يغيرن اتجاههن ولم يتوقفن لمصلحتهن الشخصية، مفيدا أن تعميم وزير الخدمة المدنية ينص على تلك الشروط للحصول على التعويض، والتي توفرت للمعلمات، المتوفيات والمصابات. وأكد مدير الإعلام والعلاقات العامة بالمديرية العامة للشؤون الصحية بالمدينة عبدالرزاق حافظ أن مستشفى الملك فهد استقبل أربع معلمات من الحادث الذي تعرضن له في كيلو 30 على طريق المدينةتبوك وكذلك قائد المركبة، بينما تم تحويل قائد المركبة الصغيرة إلى المستشفى الألماني. وأضاف أن المستشفى استقبل حالتين لمعلمتين إثر حادث وقع مع قائد مركبة ثمانيني على طريق "النخيل الحناكية"، حيث خرج المسن بمركبته على الطريق وأدى إلى إصابة المعلمة سعيدة الأحمدي بكسر في الترقوة، وكسر في ضلعين في الصدر. وتابعت الإدارات المختصة في الصحة المدرسية والإشراف التربوي مجريات الحادث بالتعاون مع مديرية الشؤون الصحية، وهيئة الهلال الأحمر السعودي, والجهات الأمنية وإخلاء المصابات ومتابعة الحالة الصحية والمساهمة في الخطوات الإسعافية والعلاجية للمصابات والاطمئنان عليهن. من جهته حمل عضو المجلس البلدي بمحافظة خيبر صيفي الشلالي وزارة النقل المسؤولية الكاملة تجاه الحوادث المؤلمة على طريق المدينة خيبر، مرجعا ذلك إلى تهاون وزارة النقل مع الشركات المنفذة لازدواج طريق المدينة خيبر الذي كان من المقرر تسليمه في رمضان 1430، مبينا أن المجتمع في محافظة خيبر يعيش حالة من الحزن والأسى على فقد المعلمات، ويعيش أيضا حالة من الأسى إزاء الصمت من قبل وزارة النقل عن التأخر في مشروع ازدواجية طريق المدينة خيبر الذي يفترض أن يكون جاهزاً قبل فترة تزيد عن العام.