أكدت تقارير أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سيواجه في الانتخابات المقبلة أكبر تحد سياسي له خلال السنوات ال15 التي قضاها في السلطة، مشيرة إلى أن المعارضة أعادت تنشيط نفسها وتأمل استثمار نقاط ضعف حكومة تواجه اضطراباً اقتصادياً وانتقادات عديدة تجاه سياستها الخارجية. وحسب التقارير فإن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الرئيس إردوغان لن يفوز بالرئاسة من الدورة الأولى، وأن يواجه حزب العدالة والتنمية الغالبية واحتمالات الخسارة، لافتة إلى تفاؤل المعارضة، لأول مرة خلال سنوات، بإمكانية تحقيق انتصارات كبيرة عبر صناديق الاقتراع. وستجري الانتخابات البرلمانية والرئاسية في 24 يونيو الجاري، ليطبق بعدها النظام الرئاسي الجديد الذي أقره استفتاء جرى في أبريل 2017، والذي يؤكد منتقدوه أنه يمنح الرئيس سلطات واسعة. وكان إردوغان قد دعا إلى انتخابات قبل 18 شهراً من موعدها ليفاجئ المرشحين للرئاسة الذين وضعوا الرئيس التركي في موقف دفاعي عبر هجماتهم التي شنوها ضده.
الرئاسية ألقت أحزاب المعارضة التركية البارزة بعدد من المرشحين في ساحة المعركة الانتخابية الرئاسية لمواجهة الرئيس رجب طيب إردوغان، في محاولة لاقتناص أصوات من قواعده الشعبية وحرمانه من فوز صريح في الجولة الأولى. وبعد مداولات سياسية، فضلت أحزاب المعارضة التخلي عن فكرة المرشح الموحد لها، بحيث يمثل مرشح كل حزب في الجولة الأولى من الانتخابات، بينما تدعم الأحزاب مرشحا واحدا في الجولة الثانية. ومن بين الأسماء المرشحة في الانتخابات الرئاسية في مواجهة إردوغان، محرم إنجيه من حزب الشعب الجمهوري، الذي يحظى بدعم قاعدة ناخبي الحزب والناخبين المحافظين واليمينيين، كما أعلنت السياسية القومية ميرال أكشينار التي تتزعم حزب الخير عن ترشحها للرئاسة، وهي تستمد شعبيتها من فئة الناخبين المحافظين والمؤيدين لقطاع الأعمال والمتدينين والقوميين ومن خلف قضبان السجن، ترشح رسميا السياسي الكردي البارز صلاح الدين ديميرتاش عن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، والذي يواجه حملة قمع سياسية وأمنية ضد أعضائه لمزاعم وجود صلات مع حزب العمال الكردستاني المسلح المحظور. ويتراوح مستوى شعبية حزب الشعوب بين 10 و12%، لكن من المرجح أن يحصل ديميرتاش على تأييد كبير في الجولة الأولى للانتخابات.
البرلمان وفيما يقرر حوالي 57 مليون ناخب شكل البرلمان المقبل، قالت التقارير إن التغيرات البعيدة المدى في القاعدة التركية الناخبة هي جزء من مشكلة إردوغان. ومن بين هذه التغيرات، معارضة الشباب في المدن للرئيس التركي، إذ إن هنالك ما يقارب 19 مليون ناخب تحت سن الثلاثين وحوالي 3 ملايين تركي سيصوتون للمرة الأولى، لافتة إلى أن هذه التحولات تقلق إردوغان وحزبه. يأتي ذلك في وقت لا يزال ناخبو حزب العدالة والتنمية في إسطنبول مقتنعين بأن الحزب سيفوز بفارق كبير، بينما أظهرت استطلاعات رأي متعددة أرقاماً قوية لتحالف الأحزاب المعارضة بما يحرم حزب العدالة وحليفه حزب الحركة القومية من الحصول على الغالبية في البرلمان.
أسباب صعوبة الانتخابات تراجع السياسة الاقتصادية لحزب العدالة والتنمية عدم الرضا عن سياسة أنقرة الخارجية إعادة المعارضة لتنشيط نفسها
محاولة المعارضة استثمار نقاط ضعف الحكومة عدم معرفة توجهات 19 مليون ناخب تحت سن الثلاثين تصويت 3 ملايين تركي للمرة الأولى