"إنها لساعة سرور وفرحة وسعادة أن نراكم اليوم وقد رجعتم إلى أحضان بلدكم المعطاء، وسعداء بأن نراكم بجانب آبائكم وأمهاتكم وإخوانكم وأرحامكم وأقاربكم وأصحابكم، في ظل القيادة المشفقة العطوفة"، بهذه الكلمات بدأ سماحة المفتي العام للمملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ حديثه للعائدين والتائبين من الفئة الضالة أمس خلال لقائه بهم في مكتبه بالرياض، مؤكدا حرص القيادة الرشيدة على عودة التائبين إلى رشدهم، وأن جميع الأبواب مفتوحة أمامهم. وقال آل الشيخ إن ما نراه اليوم من هذه الوجوه التي أنقذها الله من تأثير دعوة أصحاب الفكر الضال، ونأوا بأنفسهم عن سلوك طريق الشذوذ والضلال والتكفير والتفجير، جاء ثمرة مبادرة الحوار والمناصحة من القيادة الرشيدة قبل السوط والعقاب، ليكون خير دليل على أن قصدهم الهداية وتحقيق المصلحة للمغرر بهم. وأشار المفتي العام في حديثه إليهم إلى أن القيادة العطوفة ظلت تبذل كل وسيلة ممكنة في سبيل "إنقاذكم من أسر الأفكار المضللة، والتوجهات المنحرفة، ونحن سعداء بأن نراكم بين علمائكم ومشايخكم الذين طالما وجهوا نداءهم ودعوتهم لكم بأن تلتحقوا بركب السائرين على نهج السلف الصالح، وأئمة الهدى في فهم نصوص الشرع، وفصل النزاع في حل المسائل الشائكة، وتوضيح القضايا الخفية الغامضة". وأضاف أن الجميع يحمل هماً واحداً ألا وهو هم الدين، ومستقبل الأمة المسلمة، ومصلحة هذا الوطن المبارك. وتابع "مما نحمد الله عليه أن جعلنا وإياكم في بلد يحكمه رجال ذوو قلوب كبيرة، ملؤها العطف والشفقة والحرص على مصلحة أبناء هذا الوطن المبارك، وإن أعظم دليل وأجلى حجة على ذلك هو احتضان أمثالكم من شباب وأبناء هذا الوطن الذين أخطأوا الطريق، ووقعوا في ما وقعوا فيه من بعض أعمال العنف والقتل والتخريب، إما مباشرة أو بالمشاركة والدعم والتأييد". وأكد المفتي للعائدين أن جميع الأبواب مفتوحة أمامهم، وأن مجالات الدعوة والتعليم والإرشاد والعمل لهذا الدين مهيأة أمامهم، داعياً إياهم إلى توظيف طاقاتهم وبذل جهدهم في خدمة الدين، وأعمال الخير، وخدمة الوطن، والعمل للنهوض بأمتهم، ونشر تعاليم الإسلام، وفضائله النبيلة. وأثنى آل الشيخ في ختام كلمته على ما بذلته لجان المناصحة، والقائمين على حملة "السكينة" من جهود طيبة ومباركة في إزالة الشبهات، وتوضيح الحقائق للمغرر بهم من الشباب، ومناقشتهم ومحاورتهم لأجل إقناعهم وترغيبهم في الرجوع إلى رشدهم وصوابهم. كما تقدم بالشكر لقيادتنا الرشيدة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد والنائب الثاني، وغيرهم من المسؤولين لما تحلوا به من الشفقة والرحمة، والصفح عن الأخطاء والزلات، وفتح أبوابهم لأبنائهم بالتوبة والأوبة، والاندماج في المجتمع وإعادة مكانتهم الاجتماعية لهم.