انتقد أكاديميان متخصصان في التربية وزارة التربية والتعليم لعدم اهتمامها برياض الأطفال. ووصف عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى الدكتور عبدالعزيز قوقندي موسوعة التربية التي تصدرها وزارة التربية والتعليم بأنها لم تُشر إلى أهمية رياض الأطفال التي أصبحت مطلبا مهما في مرحلة نمو الطفل، وحقا من حقوقه. وناشد قوقندي إلى جانب الأكاديمي الدكتور علي البركات، في الندوة التي نظمها فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة في جدة أمس بمناسبة يومي الطفل الخليجي والعالمي، وأدارها عضو الجمعية معتوق الشريف؛ الجهات الحكومية المعنية بتفعيل مواد اتفاقية الطفل التي صادقت عليها المملكة عام1416، وتحمل واجباتها واستثمار مختلف الطرق لتثقيف الأطفال وأولياء أمورهم عبر التدريب ووسائل الإعلام. وشهدت الندوة المطالبة بإخضاع الأمهات قبل الزواج وعند الحمل إلى برامج تدريبية تلبية لاحتياجات الطفل وضمانا لصيانة حقوقه، وإخضاع الأمهات العاملات لإجازة تمتد لعام كامل، لتحقيق الرفاهية للطفل، مع إيجاد تعليم فعال يصون حقوق الطفل. وأكد قوقندي أن التعليم كأداة من أدوات نشر وتعزيز حقوق الطفل يحتاج إلى تطوير لإعطاء الطفل فرصة لتنشئة سليمة من خلال صيانة حقوقه الثقافية والاجتماعية والتربوية والتعليمية والديمقراطية وحقه في التعبير عن رأيه، وقال:"حق الطفل في الرفاهية هو جوهر الحقوق، والفجوة بين الواقع المعاش والتوجيهات النبوية في رعاية الطفل، معيار واضح للانتهاكات". ودعا قوقندي وبركات إلى ميثاق شرف لحماية حقوق الأطفال من الاعتداء، يراعي مصلحة الطفل الفُضلى ومتطلبات العصر يتضمن التشجيع على افتتاح رياض أطفال، وعدم التمييز بين الأبناء، بناءً على الجنس. من جهته، طالب الدكتور البركات الأسر والمعلمات والمعلمين والمجتمع بإظهار الحب والحنان لإشعار الطفل بالأمان والاهتمام لاسيما الأيتام، عبر معيار يوافق بين حاجات الطفل ومتطلبات التربية، وقال:" التعليم منطلق ترسيخ الحقوق لضمان حق الطفل في الرفاهية والمتعة التعليمية في آن واحد"، وزاد "هناك تصورات خاطئة وممارسات اجتماعية تعيق تطبيق اتفاقية حقوق الإنسان على أرض الواقع"، مستشهدا بواقع رعاية الطفولة في بريطانيا، وبعض الدراسات التربوية التي تناولت حقوق الطفل في الترفيه. وفي مداخلات الحضور، ناشد عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور أبو بكر باقادر المجتمع بالتحرك إلى تمكين الطفل من حقوقه، منتقدا غياب المكتبات العامة ، الحدائق العامة من المخططات. فيما طالب الناشط الحقوقي سعيد عبد العال الحربي بدور فاعل للإعلام في مجال التوعية بحقوق الطفل، وضرورة مكافحة العنف الأسري بتدريب الأزواج إلزاميا قبل الزواج، مناشدا مؤسسات التربية والتعليم إلى التعاون مع المؤسسات الحقوقية في نشر ثقافة حقوق الإنسان.