أجمع العلماء والباحثون والمفكرون، المشاركون في انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الأول حول جهود المملكة لخدمة القضايا الإسلامية على ريادة المملكة وولاة أمرها لشتى مجالات العمل الإسلامي في العالم، وخدمة ومناصرة القضايا الإسلامية وتحقيق التضامن العربي والإسلامي، ومد يد العون لأبناء الأمة الإسلامية في شتى بقاع الأرض، مؤكدين على أهمية المؤتمر في التوثيق لتلك الجهود الخيرة التي تأتي متضافرة ومتكاملة مع جهود بقية الدول الإسلامية التي تعمل على خدمة الإسلام وأبنائه. وكان وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري قام نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز صباح أمس بافتتاح فعاليات المؤتمر الذي تنظمه الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز والذي يستمر ثلاثة أيام بمشاركة 100 باحث وباحثة من 35 دولة. وأكد مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد بن علي العقلا أن المؤتمر العالمي الأول لجهود المملكة العربية السعودية في خدمة القضايا الإسلامية يعدّ مناسبة تاريخية تجتمع فيها كوكبة وصفوة طيبة في المدينةالمنورة يستشعرون دور المملكة في خدمة أمتها الإسلامية، كما أنها مناسبة تاريخية تحتضن فيها الجامعة مؤتمرًا وثائقيًا تاريخياً يوثق فيه 100 باحث ومتخصص من أكثر من ثلاثين دولة جهود المملكة. وقال في كلمته في الحفل الافتتاحي صباح أمس إننا في هذا المؤتمر لا نغمط أحداً حقه وجهوده، فلكل جهوده ودوره والأمة تحتاج إلى الجهود كلها، ولكننا فقط نوثق للتاريخ بعض ما قامت به هذه الدولة من جهود في خدمة الحرمين والقضايا الإسلامية وخدمة شباب الأمة وخدمة الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وبناء المساجد والمراكز العلمية والأكاديمية، وخدمة التنمية الاقتصادية في العالم الإسلامي، وإغاثة الشعوب وإيصال المساعدات للمنكوبين، ونشر ثقافة فكر الوسطية والاعتدال في المحافظة على التراث الإسلامي إلى غير ذلك من الجهود المتواصلة التي كانت فيها المملكة سباقة إلى البذل والعطاء، وكيف لا وقرآننا المجيد يدعونا إلى الاعتصام ونبذ الفرقة، وكيف لا والملك عبدالعزيز وأبناؤه من بعده يدعون إلى التضامن الإسلامي. من جانب آخر قال أمين عام دارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري إن الهدف الأسمى من المؤتمر ليس المنة بالعطاء ولا التباهي بشعارات جوفاء إنما المراد منه إلقاء الضوء على بعض المنجزات المهمة التي تبذلها المملكة في خدمة القضايا الإسلامية، وقال إن الدارة حرصت على تنظيم المؤتمر وتشجيعه إيماناً منها بأهمية تعريف العالم بصفة عامة بالجهود التي تبذلها المملكة، مقدّماً شكره لأمير منطقة الرياض، رئيس مجلس إدارة الدارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز على ما تلقاه الدارة من دعم وتشجيع من لدنه. وأضاف السماري خلال كلمته في المؤتمر أن من نعم الله على البلاد أن وفقها لولاة أمر يحكمونها بالشرع وبروح مؤمنة تحب الخير للجميع، وأن المتتبع لمسيرة هذه القيادة الرشيدة وهذا الشعب المسلم في المملكة يدرك ضخم حجم الجهود المبذولة لخدمة إخوانهم المسلمين ونصرة قضاياهم العادلة والوقوف إلى جانبهم في مآسيهم وأفراحهم. وقال السماري إن جهود المملكة تميزت بأنه لا يُراد منها هدف دنيوي ولا مصالح متبادلة، بل هي خالصة لوجه الله تعالى، ولذا اتصفت بالنفع العظيم وعمّ خيرها القاصي والداني وحقنت مساعيها الحكيمة دماء أبرياء المسلمين ونفع الله بالمنظمات المقامة على أرضها كثيراً من عباده. ثم ألقى كلمة ضيوف المؤتمر وزير الأوقاف المصري السابق الدكتور محمد علي محجوب الذي قال إنه من حسن الطالع أن ينعقد هذا المؤتمر عن جهود المملكة العربية السعودية وقد منّ الله على خادم الحرمين بالشفاء من تلك الوعكة الصحية التي ألمّت به وهزّت قلوب المسلمين، داعياً الله أن يديم عليه نعمة الصحة والعافية. وقال محجوب إن من هدي نبينا أن نشكر كل من قدم إلينا معروفاً أو أسدى إلينا جميلاً، ومن هنا يأتي انعقاد هذا المؤتمر، مقدّماً "تحية تقدير للجامعة الإسلامية العريقة وعلمائها ومنسوبيها على جهودهم في تنظيم هذا المؤتمر، وللدكتور محمد العقلا على قيادته للجامعة بفكر العلماء المستنيرين، حتى أصبحت مركزاً عالميًّا تنعقد فيه المؤتمرات العلمية لمناقشة قضايا الإسلام والمسلمين. وشهد حفل الافتتاح حضور كبير من المسؤولين والعلماء والمفكرين من دول مختلفة، كما حظي بتغطية إعلامية واسعة بحضور مندوبي الصحف والقنوات الفضائية المحلية والعربية.