عرض الرئيس السوداني عمر حسن البشير استعداده للتخلي عن حصة شمال السودان في نفط الجنوب بالكامل إذا صوت الجنوبيون لصالح الوحدة، مع الشمال في الاستفتاء المرتقب الشهر المقبل. وقال البشير: إنه مستعد للتنازل عن نصيب الحكومة الاتحادية من النفط على الرغم من أن اتفاقية السلام نصت على تقسيم نفط الجنوب مناصفة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الجنوب بفشل الجهود الرامية إلى الحفاظ على وحدة السودان، في اعتراف حكومي بأن الجنوب سينفصل على الأرجح بعد الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير المقبل. من جهتها رحبت الحركة الشعبية لتحرير السودان بخطوة البشير، لكنها اعتبرت هذا العرض "متأخرا" ودعته إلى اتخاذ موقف مماثل لحل قضية أبيي. وقال القيادي في الحركة، نائب رئيس البرلمان السوداني أتيم قرنق: إن استمالة الجنوب للوحدة ليست قضية نفط، وإنما قضية مبادئ وردت في دستور السودان عام 2005. وأضاف: أن التحول الديموقراطي لم يتم في السودان في السنوات الخمس الماضية. إلى ذلك بحث رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت في لقاءات بجوبا مع وفد من الاتحاد الأوروبي ووفد من وزارة الخارجية المصرية، ترتيبات قيام الاستفتاء. ووقفت الوفود على الأجواء التي تم فيها تسجيل الناخبين للتصويت في الاستفتاء. وقالت المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي في السودان روزا ليندز: إن الاتحاد سيقدم دعما دبلوماسيا من أجل التوصل إلى حل لقضية أبيي، كما سيعمل على دعم الجهود الرامية إلى بناء القدرات والزراعة والخدمة العامة في جنوب السودان. من جانب آخر طمأن السودان مصر أمس على حصتها في مياه النيل في حال حدوث الانفصال بين شماله وجنوبه بعد الاستفتاء. وتعهد القنصل العام للسودان بأسوان السفير بلال قسم الله أمس "بأن حصة مصر من مياه النيل لن تتأثر إذا ما أقر الجنوبيون الانفصال".