بينما استقبلت المحاكم في 4 مناطق 36 صك خلع للتصديق عليها خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، كشفت مصادر عدلية ل«الوطن» أن المحاكم في 9 مناطق لم تصدق على أي صك خلع بين الأزواج. كشفت مصادر عدلية ل«الوطن» تصدر منطقة مكةالمكرمة المؤشر الإحصائي لوزارة العدل الخاص بعدد صكوك الخلع التي وردت إلى المحاكم من أجل تصديقها، حيث ورد إلى محاكمها 19 صكا خلال خمسة الأشهر الماضية. وجاءت في المرتبة الثانية صكوك الخلع الواردة للمحاكم في المنطقة الشرقية (10 صكوك)، ثم المدينةالمنورة ب(4 صكوك)، ثم القصيم، وهي الأقل تسجيلا للحالات بواقع 3 صكوك فقط، في حين لم تسجل بقية المناطق الأخرى أي صكوك خلع للتصديق عليها خلال الفترة نفسها. أسباب يحكم فيها بالخلع شريطة إثباتها الضرب والتعنيف عدم النفقة شرب الخمر عدم قيام الزوج بواجباته الزوجية ترك الصلاة متعمدا خلع بسبب سناب شات يقول القاضي السابق المحامي حاليا سعيد الغامدي، إنه من خلال تجربته السابقة في القضاء صادف العديد من الحالات تعود لنساء تقدمن إلى محكمة الأحوال الشخصية وطلبن الخلع من أزواجهن، وذكر أن من أغرب القضايا التي وردت إليه لزوجة تقدمت بدعوى خلع واتهمت فيها زوجها بخيانتها عن طريق تصوير مقاطع له في تطبيق «سناب شات»، وذلك من أجل إغراء الفتيات وجذب اهتمامهن، موضحا أن هذا السبب غير كاف ولا يحق أن يحكم لها بالخلع فتم رد الدعوى. وأضاف: هناك أسباب أخرى قد يحكم فيها بالخلع من الزوج منها الضرب والتعنيف، وعدم النفقة، وشرب الخمر، وعدم قيامه بواجباته الزوجية، وهنا يقبل الخلع بعد إثبات ذلك من الزوجة. وكشف أنه سبق أن تم خلع زوج في أحد محاكم الأحوال الشخصية وذلك بعد أن وجهت لزوجها تهمة ترك الصلاة عمدا، وبعد إثبات ذلك تم قبول الدعوى وإنهاء إجراءات الخلع لها. وتابع: «كذلك يتم الخلع في الحالات التي تكون فيها الزوجة كارهة لزوجها فبعد محاولة تقريب وجهات النظر وإحضار حكم من أهلها وحكم من أهله، وإذا لم تنجح تلك المحاولات فهنا يتم إنهاء الأمر ولكن لا بد من إعادة مبلغ المهر الذي دفعه الزوج لها». الحل الأمثل هو الطلاق أوضح المحلل النفسي المتخصص في القضايا الأسرية والمجتمعية الدكتور هاني الغامدي ل«الوطن» أن الوصول للطلاق عن طريق الخلع يعتبر جزءا من آلية مشروعة تتقدم بها الزوجة في إنهاء هذه الشراكة وتكون عن طريقها، وتعود الأسباب غالبا لعدم رغبة الزوج في الانفصال ووصول الزوجة لمرحلة الإصرار الشديد على الطلاق، وبالتالي تصل الأمور إلى اتخاذ هذا الإجراء. وأكد الغامدي أنه في حالة وصول الزوجة لهذه المرحلة فمن المفترض على الزوج إنهاء الزواج والانفصال بالطلاق بدلا من الخلع، لأن الوصول للخلع يترك انطباعا في أذهان البعض بأن ذلك إهانة للزوج وقوة للزوجة. وبين الغامدي أن القضاء لا يقبل أي قضية خلع إلا بعد وجود مسوغات قوية تدفع المرأة لهذه الطريقة وإحضار الدلائل والإثباتات. ومن سلبيات الخلع إهانة كرامة الأبناء وردة الفعل لهم تجاه والدتهم، فهؤلاء الأبناء ليسوا على إلمام بالأمور التي قد تلمس الحقوق الشرعية للزوجة والأسباب التي تدفعها للتصرف بهذه الطريقة المشروعة، وللأسف لا يعرف الأبناء هذه الأسباب إلا بعد تخطي مرحلة البلوغ. إجراءات الخلع يرى المحامي بدر البشري أن هناك إجراءات يجب اتباعها في تقديم دعوى الخلع، حيث يجب التوجه لمحكمة الأحوال الشخصية، وإذا لم توجد بالمنطقة تتوجه للمحكمة العامة، ومن ثم تعبئة نموذج الدعوى، وحجز موعد عن طريق قسم الحالات بالمحكمة، ولا بد من الحضور مبكرا وقت نظر القضية، وجلب كل الأدلة والإثباتات على كل ما ورد في الدعوى من اتهامات للزوج أو وجود عيوب فيه، فإن لم تحضر الزوجة الأدلة يتم سؤال الزوج، وفي حال رضي بالخلع يتم ذلك على أن ترد مهر الزوج. صكوك الخلع الواردة للمحاكم