كشف باحث عن وجود لغة تجارية مشتركة تشبه العربية بين الصينيين والعرب، عبر علاقاتهم المتبادلة منذ قرون عن طريق التجارة البحرية المشتركة. وقال أستاذ الدراسات العربية والثقافة الإسلامية في جامعة إكستر، الدكتور ديونيسيوس أجيوس، أن الرحلات البحرية إلى الصين كانت تمثل خطراً كبيراً بالنسبة للمسافرين في القرون الوسطى للعهد الإسلامي، وأن المسافرين كانوا يغامرون بحياتهم بسبب ضعف عوامل الأمن وسوء الأوضاع على السفن بالنسبة للبحارة والمسافرين في جهة نقص الماء وسوء المرافق الصحية والازدحام، مستشهداً بما ذكره العالم المسعودي بأن قوة الرياح مع الأمواج المتلاطمة كانت تبث الذعر في نفوس المسافرين وتعرضهم لفقدان حياتهم. وأضاف خلال محاضرته «الطريق إلى الصين.. الكشوفات البحرية في القرون الوسطى الإسلامية»، في ختام فعاليات «الحوار الثقافي السعودي.. الصيني»، الذي نظمه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في الرياض، أن التجارة بالبحر والبر مع الصين كانت من أهم مظاهر ازدهار الإسلام في العصور الوسطى، وكذلك الحج الذي أسهم في التبادل التجاري والثقافي بين العرب والمسلمين من جهة والصينيين من جهة أخرى، مشيراً إلى أن أهم أسباب الرحلات إلى الصين بالنسبة للمسافرين كانت التجارة وتبادل المعرفة، فيما كان البحارة يبحثون عن الخبرة والتجربة. تبادل الخبرة أضاف أجيوس، أن طريق الحرير البحري يعد أهم الطرق التي ربطت بين الصين والعالم الإسلامي العربي، وأن السفن الصينية كانت تستخدم للتنقل بين الصين والعالم العربي، وتصف المصادر الصينية هذه السفن بأنها كبيرة جداً، ويتم بناؤها في ميناء كالكوتا لمئات الأعوام، وأيضاً ميناء عدن. وكان ميناء كالكوتا، وسيلان بسريلانكا نقطة التقاء بين الخليج العربي وبحر الصين. فيما كان الإبحار من وإلى الصين يتوقف على الرياح الموسمية والاهتداء بالنجوم والبوصلة بجانب الخبرة والتجربة، على خلفية تبادل الخبرة بين البحارة العرب والهنود والفرس والصينيين. وكانت هناك لغة تجارية مشتركة تشبه العربية بين الصينيين والعرب. تدشين موقع باللغة الصينية فعاليات «الحوار الثقافي السعودي - الصيني» التي نظمها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في الرياض خلال يناير المنصرم، شهدت عددا من المحاضرات وحلقات النقاش، كما تضمنت تدشين رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل، للموقع الإلكتروني الجديد للمركز باللغة الصينية، كأول مركز أبحاث في العالم العربي والشرق الأوسط يدشن موقعه باللغة الصينية. طريق الحرير 01 أهم الطرق البحرية التي ربطت الصين بالعالم الإسلامي العربي 02 ينقل عبره الحديد والنحاس والعطور والعاج والحرير والذهب والعنبر والسيراميك والأحجار الكريمة 03 ظهر الطريق البري ما بين النهرين بعد انتشار الإسلام