حذرت باحثات مشاركات في المؤتمر السنوي الثاني لطالبات المرحلة الثانوية الذي نظمته الإدارة العامة للتربية والتعليم بالرياض بعنوان "الإعلام والقيم" ، من التأثيرات السلبية للروايات العاطفية وبعض البرامج التي تقدم على شاشات التلفاز على المراهقات والأطفال، ودعون إلى الابتعاد عن البرامج المستوردة، ومراقبة البرامج المقدمة للأطفال، والاهتمام ببناء جيل من كتاب الروايات الهادفة. وأوضحت الدراسة التي قدمتها الطالبة منال الحارثي (الثانوية49) عن "أثر التلفزيون على أخلاق الطفل" بالتطبيق على المسلسل الكرتوني "الجاسوسات" أن المسلسل لا يراعي قيم المجتمع أو أخلاقه، وأكد 95% من أهالي العينة أن له أثراً سلبياً على أخلاق الطفل، حيث يتعلم الطفل التجسس، ولبس الملابس غير المحتشمة والحب مع الجنس الآخر، والاختلاط والصداقة بين الجنسين. وأوصت الباحثة بضرورة إنشاء برامج وأفلام للأطفال والابتعاد عن البرامج المستوردة ، ودعت إلى دعم المشاريع التي تقوم بإنشاء برامج هادفة. ودعت الباحثة الهنوف القحطاني (ثانوية سمية بنت خياط) في بحثها "أثر التلفاز على أخلاق الطفل" إلى أهمية توعية الأسر والمربين من القنوات المخصصة للأطفال، وما تبثه من أفكار لا تنتمي للمجتمع، واعتبرتها تهدم ما يبنيه الأبوان من قيم وأخلاق، حيث تنمي العنف لدى الأطفال، وتغذي مشاعر الانتقام من خلال ما تعرضه، كما تفتقد القنوات للبرامج الدينية المخصصة للأطفال، مشيرة إلى عدم وجود رقابة على البرامج المقدمة للطفل. وأضافت الباحثة أن هناك العديد من التجاوزات التي رصدت في المشاهد والألفاظ، وأوصت بإجراء دراسات طويلة الأجل تحت إشراف المهتمين بالتربية والإعلام لوضع برامج تربوية، وتشكيل لجنة ما بين وزارتي التربية والتعليم والإعلام للإشراف على البرامج، وتشجيع الأطفال على نقد ما يعرض لهم في القنوات. وتعرضت الطالبة ريم السويحب (الثانوية97) إلى أثر الإعلام على سلوك الأطفال متناولة الفيلم الكرتوني الشهير "عدنان ولينا"، وخرجت بعدد من الانتقادات لهما، مؤكدة أنهما يدعوان النشء إلى العنف بحسب رأي 54% من عينة الدراسة، كما رأت 56% من العينة أنه يعلم الأطفال معتقدات مغايرة. كما أوضحت الدراسة أن 48% من الأطفال يقومون بمحاكاة الحركات الخطرة التي تعرض في أفلام الكرتون، فيما رأت 56% من أفراد العينة أن لهذا المسلسل دورا في تعزيز مخيلة الطفل. وأوصت الباحثة بالاهتمام ببرامج الأطفال وتشجيع الموتمرات والأبحاث وتطوير أفلام الكرتون، إلى جانب إنشاء مكتبة مرئية للأفلام المنقحة والمعالجة من جميع النواحي. كما ناقشت الطالبة بيان العقل (مدارس الفرسان الأهلية) وزميلتها أروى الهاجري القيم السلبية في الروايات العاطفية العامية الخليجية، وخرجت الباحثتان بعدد من القيم السلبية منها الخلوة، والسحر، والشعوذة، والمكالمات المحرمة، والاختلاط، والكذب، والسفور، والكلمات الخادشة للحياء، وإساءة التعامل مع الخدم، والظن بالآخرين، إلى جانب عدم احترام الكبير، وانعدام المسؤولية في تربية الأبناء والخيانة، وغيرها من القيم. وطالبت الباحثة بدعم المسابقات والجوائز الأدبية من قبل مؤسسات الدولة للأدباء ذوي التوجه القيمي الإيجابي، وتكثيف التوعية، وحظر هذه النوعية من الروايات، وتوجيه الأنشطة المدرسية للاهتمام ببناء جيل من كتاب الرواية الهادفة، وتوفير دورات توجه أصحاب الموهبة إلى الطريق الصحيح. وتناولت كل من غادة المقرن ولولوة البريك في بحثهما موضوع "أثر الإعلام على النواحي السلوكية والفكرية للفتاة المراهقة" وخرجتا بأن الإعلام يؤثر سلبا على الناحية السلوكية والفكرية للمراهقات، ولكنه لا يؤثر على معتقداتها الدينية، كما ليس هناك آثار مرضية في اكتساب الطالبة للمعارف والمهارات، واستثمار الوقت من خلال الإعلام . وأوضح البحث أن المسلسلات والمسرحيات احتلت المرتبة الأولى في البرامج التي تحرص الفتيات على مشاهدتها، تليها الأغاني والمنوعات، ثم الرياضة، وأخيرا البرامج الدينية والعلمية والتعليمية. وأوصت الباحثتان بتضافر الجهود بين المؤسسات التربوية لدعم البرامج الهادفة، وأكدتا على دور وزارة الإعلام في التوعية، ودعم المناهج الدراسية لتكون جدارا صد ضد الغزو الإعلامي.