قال باحثان في لندن إن بإمكانهما المساعدة في اكتشاف بعض أسرار مصر القديمة باستخدام تقنيات جديدة للتصوير متعدد الأطياف. وأوضح الباحثان، وهما طالب الدكتوراه سيريس جونز، والبروفسور آدم جيبسون، من كلية لندن الجامعية، أن الطريقة التي طوراها ستمنع الضرر الذي يمكن أن يلحق بالقطع الأثرية الثمينة أثناء التحليل. وتلتقط أجهزة الاستشعار في تقنية التصوير متعدد الأطياف بيانات الصورة عند أطوال موجية محددة عبر الطيف الكهرومغنطيسي. وقال جونز إن هذه التقنية تسمح للشخص بأن يرى صفات وملامح وخصائص «لا ترى عادة بالعين البشرية وحدها». وطور جونز وجيبسون تقنية سمحت لهما بالرؤية النافذة خلال طبقات متعددة مما يسمى (الكارتوناج)، وهي المواد المستخدمة في الأقنعة الجنائزية المصرية القديمة. وقبل أكثر من 2000 سنة، كانت الكتابة على الأقنعة والتوابيت غالبا ما تكون مخفية تحت العجائن والمواد اللاصقة. يقول الباحثان إن طريقتهما ستسمح بالحفاظ على سلامة القطع الأثرية وأمانها، مع السماح بإمكانية تحليل كل جزء صغير بنفس الجودة التي تسمح بها الأساليب الأخرى التي يمكن أن تتسبب في إتلاف أو تدمير القطع الأثرية. ويعمل الباحثان بشكل وثيق مع شركاء في متحف بتري للآثار المصرية، المجاور لمختبر التصوير الخاص بهما في وسط لندن. ويحتوي متحف بتري على أكثر من 80 ألف قطعة، وهو من بين المجموعات الرائدة في العالم للمواد المصرية القديمة. وفحص جونز وزميلته الدكتورة كاثرين بيكيت نعشا يعود إلى 3000 سنة معروضا في قلعة تشيدينجستون في كينت. وحتى ذلك الحين، كانت هوية صاحب النعش لغزا للجميع، لكن جونز وبيكيت تمكنا من اكتشاف اسمه وهو (إيريثورو) بعد فحص لوح قديم في تابوته مكتوب باللغة الهيروغليفية. وإيريثورو هو اسم شائع في مصر القديمة، ومعناه «عين حورس ضدهم». وعلى ما جرى عليه العرف المصري القديم، فإن جثمان إريثورو تم لفه ووضعه في تابوت مزين، ثم وضعه في المقبرة.