حذر رئيس جمعية نحالي مكةالمكرمة، خالد بخت المطرفي من الباعة الجائلين أو المتمركزين في أكشاك أو خيام على جنبات الطرق، لافتا إلى أن هؤلاء يبيعون أعسالا مغشوشة أو لا تصلح للاستهلاك الآدمي ومضرة نظرا لارتفاع مادة «HMF»، وهي مادة موجودة في العسل وتنتج عن تكسر روابط سكر الفركتوز، وخصوصا في حالات التخزين السيئ والتعرض للحرارة وضوء الشمس. وأضاف أن هؤلاء الباعة ينتشرون بشكل كبير في المنطقة الجنوبية، وخصوصا في فصل الصيف. العسل الصيني كشف المطرفي ل«الوطن» أن أشهر طرق الغش هي تغذية النحل بالسكر أو الأعسال الصينية «كشميري»، وهناك طرق أكثر احترافية كتغذية النحل بالسكر المحول بإنزيمات، وقد دخلت هذه الطريقة إلى المملكة مع العمالة الوافدة حديثا، ويستخدم فيها النحل المستورد ولا توجد إحصاءات يمكن التعامل معها عند الحديث عن ظاهرة الغش، لكن من المهم جدا شراء العسل من مصدر موثوق به، لأنه لا توجد أي طريقه لكشف الغش في العسل، أو معرفة مدى صلاحيته للاستخدام، والحديث لا يزال عن الغش في العسل، أما تصنيع العسل فهذا أمر واضح تماما، فهو يعتمد على الجلوكوز أو حرق السكر والنكهات الكيميائية. تدهور القطاع أوضح المطرفي أن عدد المناحل في المملكة عام 1986 بلغ نحو 20 ألف خلية، وشهدت تلك الفترة تصدير البعض منه إلى الدول المجاورة، ومن ثم تزايدت أعداد الخلايا حتى وصلت إلى نحو مليون في 2007، وأنتج معها نحو 9 آلاف طن من العسل، ولكن سوء إدارة ملف النحل البلدي بإدخال نحل مستورد كان سببا وراء تدهور القطاع بسرعة وتناقص أعداد الطوائف والإنتاج بشكل مأساوي حتى لم يبقَ إلا أقل من 300 ألف خلية، عندها تدنى الإنتاج حتى وصل إلى 800 طن سنويا فقط، وبات حجم الاستيراد يفوق 21 ألف طن في 2016، ثم واكب ذلك استيراد نحو 700 ألف خلية نحل هجين لم تستطع أن تنتج الواحدة منها أكثر من كيلوجرام واحد، ويعمل في القطاع نحو 3 آلاف نحال في المملكة يمارسون مهنة إنتاج النحل والعسل. صعوبة التطوير أكد رئيس جمعية نحالي مكةالمكرمة أنه لا يمكن تطوير القطاع في ظل الظروف الحالية غير الطبيعية مثل هجوم النحل المستورد على الطوائف الجديدة والناشئة وقتل ملكاتها ومن ثم الموت، مناشدا في ذات السياق وزارة البيئة والزراعة والمياه توفير المناخ المناسب لتكاثر النحل البلدي ونموه، وأن بإمكان ذلك أن يرفع عدد الخلايا إلى مليون خلية في 3 أعوام. وأضاف أن الوزارة قدمت دعما ماليا للنحالين على شكل قروض، ولكن 90 % ممن استفادوا من القروض مات نحلهم، وهم الآن يطالبون بإسقاط القروض نظرا لهجوم النحل المستورد الهجين على نحلهم، وتوجد في أقسام الشرطة وفروع الزراعة العشرات من الشكاوى حول ذلك. مواسم العسل في المملكة يقول المطرفي إنه يوجد في المملكة أطول موسم لإنتاج العسل في العالم، فهو يستمر ل11 شهرا متواصلة بين أقصى الجنوب وأقصى الشمال وبين الحجاز وتهامة ونجد. وأضاف: «لذلك نستطيع أن نقول إن هناك غزارة في الإنتاج طوال العام، أما أجود أنماط سلالة النحل إنتاجا فهو نمط نحل المدينةالمنورة المميز باصفرار حلقاته وضخامة شغالاته، ولكن للأسف هو قريب الآن من الانقراض، ولا يوجد إلا في أماكن معزولة طبيعيا نظرا لبعدها». بنك للملكات يطالب النحالون بوجود بنك رسمي للملكات، معتبرين ذلك من أهم الأمور في عملية تربية النحل، بل هو ركن هام في عملية تطوير النحل البلدي. وأضاف المطرفي أنه يجب انتقاء الملكات ابتداء من الأنماط ذات المقاسات المورفولوجية الكبيرة والمفضية إلى إنتاج أكثر من العسل، وهذه النقطة تحتاج إلى مشروع للبحث عما تبقى من الأنماط الكبيرة والإكثار منها، وهي عملية ليست سهلة على الإطلاق.