أعلن المعهد القومي لعلوم البحار في مصر أمس اعتزامه إرسال سفينة الأبحاث "سلسبيل" التابعة للمعهد إلى شرم الشيخ بمصاحبة وفد من خبراء وعلماء أكاديمية البحث العلمي لدراسة ظاهرة أسباب هجوم أسماك القرش على مرتادي شواطئ شرم الشيخ. وأوضح الدكتور محمد عطية شريد، مدير المعهد، أنه تم تجهيز السفينة بكافة الأجهزة التي يحتاجها العلماء لدراسة التنوع البيولوجي لأسماك القرش ومعرفة مدى انتشارها بالمنطقة ومدى التغيرات البيئية التي حدثت في الفترة الحالية والفترة السابقة لهجمات القرش الشرسة على مرتادي الشواطئ. وأضاف رئيس أكاديمية البحث العلمي الدكتور ماجد الشربيني أن "الدراسة تستغرق نحو أسبوعين، ويتولاها فريق بحثي يضم 4 غطاسين و6 علميين في تخصصات الدراسات البيئية والبحرية والبيولوجية والكيميائية". وكانت شواطئ شرم الشيخ قد شهدت هجوما شرسا لأسماك القرش أسفر عن وفاة سائحة ألمانية وإصابة سائحين آخرين بخلاف إصابة غواصين من وزارة البيئة أثناء عمليات تمشيط الشواطئ للكشف عن لغز مهاجمة القرش للسائحين. ورجح خبراء أميركان في سلوكيات أسماك القرش، تم استدعاؤهم لدراسة الظاهرة، أن يكون وراء عدوانية أسماك القرش المفرطة إلقاء إحدى السفن حمولتها من الخراف النافقة بمياه البحر الأحمر وهو ما نفته الشركة الموردة لرؤوس الأغنام الحية من أستراليا ليظل لغز الهجوم الغريب لأسماك القرش بدون إجابة حتى الآن. ومن جهة أخرى، ذكرت وزارة السياحة أن التعويضات التي تم الاتفاق عليها مع الجانب الروسي والتي تبلغ 50 ألف دولار لكل سائح أصيب من جراء هجمات القرش سوف يتحملها القطاع السياحي الخاص ممثلا في الفنادق وأندية الغوص وغيرها وليس وزارة السياحة. أما بالنسبة للسائحة الألمانية، التي فقدت حياتها، فلم يتم بعد التوصل لاتفاق بشأنها حيث تتم دراسة كل حالة على حدة. وعلى صعيد متصل، انتقدت أمس تقارير إخبارية أوكرانية الأداء المصري في التعامل مع ضحايا هجمات سمك القرش، وقالت إن عمال الإنقاذ ضمدوا جروح المصابين بخرق قطعوها من قمصانهم وإن مسؤولي الفندق قالوا في بادئ الأمر إن الإصابات سببها الشعاب المرجانية. وكانت هجمات أسماك القرش في شرم الشيخ تسببت مؤخرا في إصابة سائح أوكراني وسائحتين روسيتين ومقتل سائحة ألمانية، مما حمل السلطات على إغلاق الشواطئ لعدة أيام. ووفقا لما قاله أحد الشهود لصحيفة "سيجودنيا"، الأشهر في أوكرانيا، فإن عمال الإنقاذ المتواجدين على الشاطئ لم يكن معهم مهمات إسعاف أولية، وقطعوا خرقا من قمصانهم ضمدوا بها جروح السائحين المصابين. وقال سائحان للصحيفة عقب عودتهما من عطلة في مصر إن المسؤولين المحليين كذبوا على السائحين في البداية بشأن وجود سمكة قرش مفترسة بالمنطقة، وأخبرهم مسؤولو الفندق أن الإصابات وقعت بسبب الشعاب المرجانية، ولكن السيدة الألمانية "توفيت في اليوم التالي في مياه البحر".