في وقت قال زعيم ميليشيات الحوثية المتمردة، عبدالملك الحوثي، إن عملية اغتيال الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، تعد استثنائية وتاريخية، مشيدا بما وصفه بالموقف الواعي والمشرف لأعضاء في حزب المؤتمر الشعبي وجماهيره، كشف مصدر ميداني خاص داخل العاصمة صنعاء ل«الوطن»، أن الميليشيات الحوثية قامت بقصف عشوائي للمباني السكنية في أنحاء العاصمة، عبر الدبابات والأسلحة المختلفة، مما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى من المدنيين. وأوضحت المصادر أن الميليشيات المتمردة قامت بإدخال معدات كبيرة ودبابات إلى داخل الأحياء السكنية، من خلال عمليات دعم تتم عن طريق منطقة الوادي وما جاورها، مبينة أن القذائف متواصلة على المنازل من جانب المتمردين دون وجود أسباب واضحة لذلك. وكان المدنيون وقوات من حزب المؤتمر الشعبي العام قد قاموا بتمزيق وإنزال جميع شعارات الجماعة المتمردة وصور قتلاها، من على الساحات العامة، بعد إعلان الرئيس السابق علي صالح، الحرب ضدهم السبت الماضي، مما فاقم موجة الغضب لدى الانقلابيين، من احتمالية خسارة نفوذهم داخل العاصمة. وأشارت المصادر إلى أن بعض العناصر الحوثية قاموا بالمشاركة في إنزال صورهم المعلقة في الساحات العامة، لإيهام المدنيين، قبل أن يفتحوا عليهم النار، لافتة إلى أن أغلب الدبابات تمركزت في شارع السبعين، وجولة المصباحي وسط العاصمة. وشددت المصادر على أن الميليشيات تمنع إنقاذ المصابين، ولو بشكل جزئي، نتيجة القصف العشوائي المستمر عليهم، لافتة إلى أن هناك أطفالا مجندين في صفوف الحوثي تم إحضارهم من الجبهات لداخل صنعاء من أجل تشكيل نقاط تفتيش، وإغلاق للمنافذ، وتهديد الشعب، مشيرة إلى أن الميليشيات باتت تستخدم أسلوب القتل الجماعي، لإخافة الناس وبث الرعب في صفوفهم، إلا أن الانتفاضة الشعبية مستمرة لطردهم إلى الكهوف والجبال. الاعتراف بالاغتيال من جانبه، توجه زعيم جماعة التمرد، عبدالملك الحوثي، خلال كلمة متلفزة، بما أسماه تهنئة المدنيين بمقتل الرئيس السابق علي صالح، وبشكر الله على هذه العملية، حسب تعبيره، واصفا هذا اليوم بأنه سقوط لمؤامرة الغدر والخيانة. واعترف الحوثي خلال كلمته، بأن المعركة كانت مع ميليشيات محددة وزعيمها، وليست مع حزب المؤتمر الشعبي العام، حسب وصفه، فيما اعتبر مراقبون أن هذه التصريحات توقع زعيم التمرد في ورطة توجيه أوامر الاغتيال مباشرة من مقر اختبائه، في وقت توعدت قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام بالثأر من هذه العملية، وتعهدت بمواصلة الانتفاضة لدحر الانقلابيين عن العاصمة وغيرها.