فيما كشفت دراسة شملت مدارس مركز شرق الرياض حول تنامي ظاهرة الغياب وأثره على المسار التعليمي، أن الكثافة الصفية العالية من أبرز العوامل المدرسية التي تقف وراء غياب الطلاب، إضافة إلى إهمال الأسرة متابعة أداء واجبات أبنائها. حدد استشاري في الطب النفسي 7 أسباب خوف بعض الطلاب من المدرسة، والإجراءات الواجب اتباعها للتعامل مع هذه المشكلة. كثافة الفصول خلصت دراسة أعدها الباحث حسين الوعلة بعنوان أثر «غياب الطلاب في التعليم العام على الأمن الاجتماعي»، إلى أن ظاهرة الغياب في المدارس بالمملكة تكثر في الأسبوع الأخير من الدراسة، وأن كثافة الفصول أبرز الأسباب، إضافة إلى انعدام الدافعية لدى الطلاب التي تعتبر من أبرز العوامل النفسية التي تسبب غياب الطلاب، مما يؤثر سلباً على التحصيل الأكاديمي للطلاب، ويهدد نجاح العملية التعليمية، مشيرة إلى أن عدم اهتمام المتغيب بقيمة الوقت ينعكس سلبا على المجتمع، ويؤثر على الأمن الاجتماعي. دافعية الطلاب أوصت الدراسة بتشديد الرقابة على الطلاب خلال الأسبوع الأخير للدراسة، وتشجيعهم على الحضور في الأسبوع الأول منها، والتواصل مع أولياء الأمور باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتعزيز مفاهيم الأمن الاجتماعي التي تسهم في انخفاض معدلات الجريمة، وتقليل الكثافة الصفية بإنشاء المزيد من الفصول، وتثقيف الأسر بأهمية متابعة الأبناء في أداء واجباتهم، ورفع القيم النفسية للطلاب، ودعم دافعية الطلاب نحو التعلم من خلال تفعيل أدوار المرشد الطلابي والأخصائي الاجتماعي، وتثقيف الطلاب بأثر الغياب على التحصيل الأكاديمي وتهديداته للعملية التعليمية، ورفع درجة اهتمام المتغيب بقيمة الوقت، إضافة إلى تدريب المعلمين والإداريين والكادر التعليمي. برنامج سلوكي أكد أل زعلة أن «هناك سبلا علاجية وسلوكية لمعالجة مشكلة خوف الطالب من المدرسة، ويجب معرفة سبب رفض الذهاب للمدرسة أولا، ثم البدء بالخطة العلاجية بتعاون الأسرة والمدرسة، ويتم ذلك بوضع الطالب أمام الأمر الواقع، أو بطريقة التعريض المتدرج حتى تبدأ حالة الخوف في التضاؤل التدريجي، وربط البرنامج بالتحفيز المادي والمعنوي، وفي حال تأزم الأمور، وعدم نجاح الأساليب العلاجية يجب عرض الحالة على الطبيب النفسي، أو المعالج السلوكي». الخوف من المدرسة أوضح استشاري الطب النفسي بكلية الطب بجامعة جازان الدكتور موسى بن أحمد آل زعلة أن «الخوف من المدرسة ورفض الذهاب إليها لا يقتصر على الطلاب المستجدين، ولكنه قد يصيب الطلاب في أي مرحلة دراسية، خاصة من ينتقل من مرحلة إلى أخرى، أو عند تغيير المدرسة والزملاء والمعلمين والمناهج، والأجواء الدراسية، والخوف يعد طبيعيا ومنه ما يكون عائدا لشخصيات بعض الطلاب، وصعوبة تكيفهم مع الأحداث والمتغيرات، أو مواقف معينة يواجهونها». وأضاف أن «على الوالدين والمعلمين التأكد من أسباب الخوف قبل التدخل العلاجي، ومنها ضعف أو انعدام الإعداد للمرحلة الدراسية من قبل الوالدين، حيث يتفاجأ الطالب بالدخول في جو جديد وعالم مختلف، أو التعرض لمواقف نفسية مؤلمة كالضرب من المعلم، أو العنف في طريقة التدريس، فيؤدي ذلك إلى الاشتراط النفسي للطالب، ووجود سمات شخصية حساسة لديه، سواء كانت مكتسبة أو وراثية، وتضخيم مواقف الخوف والارتباك والإحراج، ومن أسباب الخوف أيضا وجود نوع من الاضطرابات أو صعوبات التعلم، والسلوكيات الخاطئة لشخصية الوالدين، أو التعرض لنوع من الاعتداءات الجسدية أو الجنسية».