يرى محللون أن صورة حزب الله اللبناني، قد تهتز في حال وجهت إليه أصابع الاتهام في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وتقول أمل سعد غريب من المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات معهد الدوحة "سواء اتهمت المحكمة الدولية المكلفة النظر بالجريمة عنصرا واحدا من حزب الله أو 100، الأمر سيان بالنسبة إلى حزب الله: لن يقبل بذلك بتاتا". وتضيف أن مثل هذا القرار الظني المنتظر "سيشوه صورته، لا بل قد يسيء حتى إلى هويته". ويرى وضاح شرارة، صاحب كتاب "دولة حزب الله: لبنان مجتمعا إسلاميا" (1988)، أن الحزب الشيعي "بنى صورته وسمعته من خلال المواجهات التي خاضها ضد العدوان الإسرائيلي. أما اليوم، فيواجه الحزب احتمال اتهامه بجريمة اغتيال". ويقول إن الأمر يبدو "وكأنه عملية قلب للصورة". وتوضح غريب أن "المسألة تستهدف حزب الله في الصميم وفي علة وجوده القائمة على مفهومه الخاص بالعدالة ومواجهة الظلم". ومن المتوقع أن تعلن المحكمة الخاصة بلبنان خلال وقت قريب صدور القرار الظني في جريمة اغتيال الحريري. وحذر محللون وسياسيون من أن توجيه الاتهام إلى حزب الله، قد يثير أعمال عنف في لبنان شبيهة بتلك التي حدثت في مايو 2008 بين أنصار حزب الله وأنصار رئيس الحكومة سعد الحريري، وقتل فيها حوالى 100 شخص. ويقول شرارة "رسالتهم على الدوام هي: نحن أقوى الناس وأشرف الناس، ونحن فوق أي شبهة. ووضعهم في دائرة الاشتباه سيعارض خطابهم هذا". ويرى دبلوماسي غربي في بيروت أن "اتهاما مماثلا سيوجه صفعة كبيرة إلى حزب الله". ويضيف أن "مجرد تسمية عناصر من الحزب في القرار الظني أمر غير مقبول بالنسبة اليهم لأن هذا الأمر سيشكل صفحة سوداء في تاريخهم. ومهما فعلوا، فسيظل اسمهم مرتبطا بهذه الجريمة". وترى أمل سعد غريب أن "حزب الله ليس حزبا بالمعنى التقليدي للكلمة، بل إنه أشبه بهوية سياسية"، مضيفة "عندما يصبح الحزب هوية سياسية، يكون اتهام عنصر واحد بمثابة اتهام للجميع".