وقّع مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية الدكتور عبدالمنعم عثمان، والأمين العام لمؤسّسة الفكر العربي الدكتور سليمان عبد المنعم، مذكرة تفاهم تتعلق بمشروع إنشاء شبكة للتطوير التربوي وفقاً لاحتياجات المنطقة العربية، وذلك بحضور المشرفة على المشروع الأمينة العامة المساعدة للمؤسّسة الدكتورة منيرة الناهض والمدير التنفيذي لمؤتمرات فكر الأمين العام المساعد حمد العماري. واستهل المناسبة الدكتور عبدالمنعم عثمان بكلمة أكد فيها على التعاون الوثيق بين منظمة اليونسكو ومؤسّسة الفكر العربي في شتى المجالات الثقافية والتربوية، وأوضح أن هذه المبادرة التي تمتدّ إلى ثلاث سنوات قابلة للتجديد، ستؤسّس لعمل كبير يهم المنطقة العربية، كما ستؤسّس لممارسات تربوية جديدة تتيح للأكاديميين والتربويين في شتى أنحاء الوطن العربي تبادل الآراء والخبرات، وذلك عن طريق إنشاء "المجتمع العربي للممارسين التربويّين". وأشار عثمان إلى أن هذه الاتفاقية أيضاً ستساعد في تنشيط مجلة "التربية الجديدة" التي كانت تصدرها اليونسكو منذ الستينيات ثم توقفت، علماً بأنها لعبت دوراً أساسياً ومهماً في تكوين فكر تربوي متقدّم، لافتاً إلى أن مذكرة التفاهم تتضمن كذلك مشروعاً مستقبلياً يتصل بالقيم الإنسانية المشتركة يتم التحضير له في الفترة الراهنة. من جهته، أكد الدكتور سليمان عبدالمنعم في كلمته أن هذه الاتفاقية تأتي في إطار تنفيذ بنود مذكرة التفاهم التي سبق التوقيع عليها من قبل رئيس مؤسّسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل والمديرة العامة لمنظمة اليونسكو إيرينا بوكوفا في مقر اليونسكو في باريس في مارس الماضي. وشدّد على اهتمام المؤسّسة منذ انطلاقتها بقضايا التربية والتعليم، وحرصها على تضمين تقريرها السنوي للتنمية الثقافية الذي أردناه مشروعاً لسد فراغ كبير في العمل الثقافي العربي، محوراً سنوياً عن إحدى قضايا التعليم والبحث العلمي. كما اعتبر أن الاتفاقية التي توقعها المؤسّسة مع هذه المنظمة الدولية العريقة، تقوم على مجموعة من القيم المشتركة التي سبق للأمير خالد الفيصل أن ركز على حاجتنا إليها، وهي قيم الحوار والتسامح والانفتاح. يشار إلى أن المشروع يشكّل فضاء لتبادل المعارف والتجارب والابتكارات بين الممارسين التربويين في المنطقة العربية، ويركز على المجالات الرئيسية التي تهم المعلم والباحث التربوي وصانع القرار في إطار مهامهم المتعلقة بتحسين جودة التعليم، كما يعزّز التعاون بين الدول النامية والدول المتقدّمة من خلال توفير مصادر المعلومات والبحوث والدراسات، إضافة إلى إطلاق وتطوير مشروع حملة توعية عامة حول القضايا المتعلقة بالقيم الإنسانية المشتركة والتقارب بين الثقافات والتراث الثقافي في المنطقة العربية.