يبحث مندوبو الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي (57 دولة)، وعلى مدى يومين في العاصمة الكازاخية أستانا، أسباب التراجع المخيف لبلدان المنظمة في العلوم والتكنولوجيا، حيث تنتج 3 منها فقط صادرات عالية التكنولوجيا. بدأ مندوبو الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي أمس في عاصمة كازخستان، أعمال الاجتماعات التحضيرية لأول قمة تعقدها المنظمة للعلوم والتكنولوجيا، وتنطلق غدا في أستانا على مدى يومين، حيث ستبحث الدول الأعضاء المواضيع المتعلقة بعلوم التكنولوجيا بوصفها حقلا من نشاطات المنظمة. خارطة الطريق أجندة الأعمال تم بحثها سابقا في مقر المنظمة بجدة في 17 مايو الماضي خلال فترة التحضيرات للقمة التي استمرت ثلاث سنوات، بعد أن انطلقت فكرتها في القمة الاستثنائية الثانية بمكةالمكرمة عام 2003. بينما كان برنامج العمل العشري لمنظمة التعاون الإسلامي أقرته القمة الاستثنائية في مكةالمكرمة 2006، وركز على إيلاء الأولوية للعلوم والتكنولوجيا، وتشجيع برامج البحث والتطوير، وتحسين المؤسسات التعليمية، والسعي إلى تحقيق تعليم رفيع الجودة يعزز الإبداع والابتكار، وربط الدراسات العليا بالخطط الإنمائية الشاملة للعالم الإسلامي، وتسهيل التفاعل العلمي، وتبادل المعارف فيما بين المؤسسات الأكاديمية للبلدان الأعضاء. وقال الأمين العام المساعد لشؤون العلوم والتكنولوجيا في المنظمة السفير نعيم خان، في كلمته الافتتاحية، إن اجتماع الخبراء سيستكمل مناقشة مسوّدة أجندة استراتيجية العلوم والتكنولوجيا والابتكار، التي سترفع إلى قادة الدول الإسلامية في قمتهم المرتقبة لاعتمادها باعتبارها خارطة الطريق حتى عام 2026. وأضاف السفير خان أن الاستراتيجية تهدف إلى التركيز على عدة أهداف بغية تعزيز قدرات الدول الأعضاء في هذه المجالات، واستثمار العلوم والتقنيات في خدمة الأهداف التنموية والاقتصادية، والنهوض بالمستوى المعيشي للدول الأعضاء، وتوفير فرص عمل لفئة الشباب التي تشكل النطاق الأوسع لمختلف الشعوب الإسلامية. تراث ثقافي ثري يعقد الوزراء المعنيون بالعلوم والتكنولوجيا اليوم السبت، اجتماعاً لمراجعة ما تم بحثه سابقا قبل رفع نتائج الاجتماعات التحضيرية إلى القمة غدا، حيث ستشهد القمة العديد من الفعاليات والاجتماعات الجانبية التي تتعلق بالشأن نفسه. وتناقش القمة أربعة محاور. وتواجه دول منظمة التعاون الإسلامي البالغ عددها 57 دولة تراجعاً مخيفاً في العلوم والتكنولوجيا مقارنة ببقية بلدان العالم. وكشفت تقارير سابقة للمنظمة أن مؤشرات العلوم والتكنولوجيا فيما يخص البلدان الأعضاء في المنظمة تشير إلى وجود فروقات كبيرة فيما بينها، وأن تلك البلدان، سواء منفردة أو مجموعة باستثناء عدد محدود منها تتخلف إلى درجة بعيدة عن البلدان المتقدمة، ولا يوجد من بين السبع والخمسين دولة سوى 3 دول تنتج صادرات عالية التكنولوجيا. كما كشفت التقارير وبالأرقام أن دول المنظمة تسهم بقدر ضئيل في العلوم والتكنولوجيا في العالم على الرغم مما تتمتع به من قدرات هائلة، وما تنعم به من تراث ثقافي ثري وما تفخر به من ماض علمي عريق ومتنوع. واستندت تقارير كشف واقع الأمة الإسلامية التقني والعلمي إلى المقالات المنشورة في المجلات العلمية والتقنية، أحد أهم مؤشرات العلوم والتكنولوجيا، حيث يقل إجمالي المنشورات العلمية والتقنية للبلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. وتصدرت تركيا قائمة الدول الإسلامية في إجمالي عدد المقالات العلمية المنشورة خلال السنوات ال10 الأخيرة وتزيلت القائمة الصومال ب16 مقالة.