بعد حقبة طويلة من هيمنة البرازيليين على إدارة الشؤون الفنية في الأندية السعودية تجاوزت 3 عقود، أظهرت إحصائية خاصة بجنسيات المدربين منذ إطلاق دوري المحترفين موسم 2009 تلاشي تلك الظاهرة بتفضيل مسيري الأندية القارة الأوروبية لخياراتهم الفنية، خصوصاً أن المدرسة البرازيلية الأكثر ميلاً للاستعراض والأداء الفردي، لمك تعد تواكب تقنيات وتكتيك اللعب الجماعي السائد حالياً. وكشفت الإحصائية إجمالا تراجع أرقام المدربين البرازيليين مقارنة بجيرانهم في أميركا الجنوبية، حتى أن بعض نسخ المسابقة شهدت غيابا تاما لهم في حالة استثنائية لم يسبق للدوري السعودي أن عاشها تاريخيا، بيد أنها كادت أن تتكرر في نسخة الموسم الجديد قبل اختيار النصر البرازيلي ريكاردو جوميز لتولي أمور فريقه الفنية. تراجع تدريجي بوصول القادم الجديد جوميز، لم تشهد جميع نسخ دوري المحترفين سوى تواجد 12 مدربا برازيليا فقط (2 منهم بالتكليف لفترة وجيزة)، قدمت النسخة الثانية فقط 3 أسماء كأعلى رقم للمدربين البرازيليين في تاريخ دوري المحترفين، قبل أن يتقلص عددهم في الموسمين التاليين إلى مدرب واحد فقط، بيد أن موسمي 2014 و 2015 لم يسجلا أي حضور برازيلي لأول مرة في تاريخ الأندية السعودية، قبل أن يمنح الموسمان الماضيان الضوء الأخضر لعودتهم عبر ألكسندر جالو (القادسية) ودوس أنجوس (نجران والفيصلي والقادسية). تحول البوصلة رغم اختفاء البرازيليين عن المشهد التدريبي في المنافسات السعودية وتحول بوصلة مسيريها باتجاه أوروبا، لم يغب جيرانهم في قارة أميركا الجنوبية عن اهتمام أندية معينة، لعل أبرزها النصر، فباستثناء مدربه الجديد جوميز، تعاقبت على منصب المدير الفني للفريق 7 أسماء أوروجوانية وأرجنتينية وكولومبية، ولم يكن للبرازيليين أي حضور سوى مرة واحدة في أولى نسخ دوري المحترفين بتكليف إدقار بيريرا 5 مباريات نتيجة إقالة الكرواتي رادان جاكنين، في حين استقطب الشباب 4 أسماء من القارة الأميركية الجنوبية (أورجوانيان وأرجنتينيان). إخفاق جماعي لم ينجح أي من المدربين البرازيليين السابقين في ترك بصمته الفنية، وبعيدا عن الثنائي إدقار بيريرا (النصر) ولويز نيتو (هجر) اللذين توليا المهمة مؤقتا (بالتكليف)، تمكن مدرب واحد فقط هو أدونالدو باتريسيو من الاستمرار لأكثر من موسم مع هجر قبل أن يتم إقصاؤه لاحقا، وفي وقت كان مواطنه سيرجيو فارياس البرازيلي الوحيد الذي قاد الأهلي في تاريخ دوري المحترفين (8 مباريات فقط)، كانت الإقالة بانتظار ألكسندر جالو ودوس أنجوس مع القادسية، بيد أن الأخير نجح قبلها في تجربته القصيرة مع نجران قبل أن يتجه للفيصلي ويستقيل بعد 8 مباريات فقط.