عبدالله العولقي تعد القضية الفلسطينية محور اهتمام السياسة السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، تغمده الله بواسع فضله ورضوانه إلى العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، الذي كلل جهوده المباركة بالنجاح والسماح للمسلمين الفلسطينيين بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك. لقد ظلت القضية الفلسطينية تمثل الهاجس الأكبر لدى الملك عبدالعزيز – رحمه الله – كما حمل أبناؤه الملوك من بعده هذا الهاجس الكبير وحملوا عبء الأمانة الإسلامية دونما أي إفراط أو تقصير، ففي عام 1948، أو ما يسمى بعام النكبة، استنهض الملك عبدالعزيز كل قواه المادية والمعنوية لدعم القضية الفلسطينية وعلى كافة الأصعدة السياسية والمالية والعسكرية، فشاركت قواته العسكرية مع القوات العربية الأخرى ضد الاحتلال الصهيوني للبلاد العربية. وفي عام 1953، زار الملك سعود القدس - وكان حينها ولياً للعهد – وقد صلى في المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي في الخليل، وقال – رحمه الله -: إننا مستعدون لإنقاذ فلسطين بأموالنا وأنفسنا، متكلين على الله تعالى الذي نستمد منه العون وحده، وأما الملك فيصل فقد مثل والده في مؤتمر لندن عام 1938 لبحث القضية الفلسطينية، حيث ألقى خطابه الشهير الذي عارض فيه سياسة التقسيم، كما يعود الفضل إليه في تشكيل اللجان الشعبية لمساعدة مجاهدي وأسر الشهداء الفلسطينيين، والذي تشرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – حينها برئاسة هذه اللجان الخيرية حينما كان أميراً لمنطقة الرياض. وقد استمر الدعم المعنوي والمادي خلال حكم الملوك خالد وفهد وعبدالله للقضية الفلسطينية، قضية العرب الأولى، حتى تسلم الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، فاستمر على نهج والده وإخوته الملوك من قبله في هذا الدعم اللامحدود لقضية العرب والمسلمين الأولى. لقد أكد الملك سلمان بن عبدالعزيز، في خطاباته المتكررة ودعواته المتعددة على حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وحقه المشروع في نيل حقوقه الإنسانية وعدم الاعتداء عليه تحت أي ذريعة من الذرائع التي تنتهجها سياسة الاحتلال الصهيوني، كما أكد الملك سلمان – حفظه الله – وفي أكثر من محفل دولي أن سياسة المملكة العربية السعودية هي الوقوف الكامل مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في استقلاله والتصدي التام للتوسع الاستيطاني الصهيوني غير المشروع في الأراضي العربية المحتلة. وها هو مليكنا المفدي يتوج أعماله الإسلامية الكبرى مع قضية فلسطين بجهوده المباركة في إعادة فتح أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين، وذلك بجهود مباركة وحثيثة طيلة الأيام الماضية، فقد أجرى منذ اندلاع الأحداث المؤسفة الأخيرة في القدس الشريف وإغلاق سلطات الاحتلال أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين المسلمين العديد من الاتصالات مع كبار زعماء العالم الإسلامي والغربي لحضهم على التحرك ضد التعسف الصهيوني أمام المسلمين، فأجرى اتصالاً خاصاً بالرئيس الأميركي ترامب لبذل مساعيه لعدم إغلاق المسجد الأقصى في وجه المسلمين، وعدم منعهم من أداء فرائضهم وصلواتهم فيه، وإلغاء القيود المفروضة على الدخول للمسجد، وقد تكللت هذه الجهود المباركة ولله الحمد بالنجاح، وها هو المسجد الأقصى يعود إلى الاستقرار والطمأنينة. لقد أكدت المملكة العربية السعودية ومن خلال بيانها الصادر من الديوان الملكي على حق المسلمين في المسجد الأقصى الشريف وأداء عباداتهم فيه بكل يسر واطمئنان، كما أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على وجوب عودة الهدوء في حرم المسجد الأقصى الشريف وما حوله واحترام قدسية المكان، وأن على المسلمين العودة لدخول المسجد وأداء العبادات فيه بكل أمن وطمأنينة وسلام منذ اليوم، كما تؤكد المملكة العربية السعودية على أهمية تحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية وفقاً لمضامين مبادرة السلام العربية ورؤية حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.