أحدث موقع ويكيليكس الذي نشرمضمون نحو ربع مليون وثيقة أمريكية عاصفة سياسية في واشنطن، وسط ملاحظات متعددة أدلى بها المسؤولون حول مصداقية بعض تلك الوثائق وحول مستوى الدبلوماسيين الذين أرسلوها. وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي، إن من بعثوا ببعض تلك الوثائق كانوا دبلوماسيين من مستويات منخفضة وإن هناك أخطاءً كثيرة نتجت حسب قوله من أن "ما نقل لم يكن يعتمد على مشاركة من الدرجة الأولى في بعض اللقاءات". ويستخدم تعبير مشاركة من الدرجة الأولى لوصف من يشاركون بأنفسهم في الاجتماعات الديبلوماسية. ويعني تصريح كراولي أن من حرروا البرقيات سمعوا ما حدث دون المشاركة في اللقاءات وإنما عن طريق من شاركوا فيها. ومن المحتمل أن يكون ذلك قد أدى إلى وجود قدر من عدم الدقة في نقل ما حدث. فضلا عن ذلك فقد أوضح كراولي أن هناك وقائع نقلت وتم تصحيحها بعد ذلك وأن بعض البرقيات نقلت الوقائع فيما نقلت برقيات أخرى تصحيحها. واعتبر المعلقون الأمريكيون أن نشر الوثائق بأخطائها وعدم دقتها أحيانا سيؤدي إلى عزلة دبلوماسية أمريكية عالميا. فضلا عن ذلك فإن من شأن التسريب الذي يعد الأخطر في تاريخ الولاياتالمتحدة أن يتسبب في عرقلة تطبيق عدد من الاستراتيجيات الأمريكية المهمة لاسيما في العلاقات مع البلدان المحيطة بروسيا وفي أفغانستان والعراق والشرق الأوسط. واعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ،أمس أن البرقيات التي كشف عنها الموقع "لا قيمة لها" قائلا إنها لن تؤثر على علاقات طهران بجيرانها العرب. وفي فرنسا أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية فرانسوا باروان، أن باريس "متضامنة تماما مع الإدارة الأمريكية" ضد نشر هذه الوثائق الذي قد يشكل حسب قوله "تهديدا للسلطات الديموقراطية". وفضلت الأممالمتحدة عدم التعليق، وقررت روسيا الإحجام عن التسرع في التعليق، أما الحكومة الألمانية فأكدت أن الوثائق، لن تضر بالعلاقات الألمانية الأمريكية.وأدانت كلا من باكستانوأفغانستان الوثائق واعتبرتا نشرها أمرا مؤسفا ولن يؤثر على العلاقات مع واشنطن. إلى ذلك قال المدعي العام الأسترالي،روبرت ماكليلاند، أمس إنه لا يعلم شيئا بشأن طلب من الولاياتالمتحدة إلغاء جواز سفر مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج".