فيما قدم رئيس حكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، مساء أول من أمس، خارطة طريق لحل الصراع القائم في ليبيا منذ سنوات، وأعلن رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، رفضه مقترحات السراج، حول إجراء انتخابات العام المقبل. وكان السراج قد دعا من خلال مبادرته إلى ضرورة إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في مارس 2018 وتستمر ولايتها لثلاث سنوات مقبلة، وذلك تمهيدا لإنهاء الأزمة في ليبيا، ووقف إطلاق النار بين الميليشيات المتصارعة، إلى جانب الدمج التدريجي للكيانات البرلمانية المتنافسة والمتمركزة في العاصمة طرابلس وشرق البلاد. أسباب الرفض يأتي الرفض الليبي لمقترحات السراج، بسبب غياب أي دستور ينظم العملية السياسية والانتخابية في البلاد، حيث تشهد ليبيا منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي، حربا دموية بين ميليشيات تتمركز في عدة ولايات ليبية، إلى جانب تغلغل التنظيمات المتشددة ودخولها على خط الحرب الأهلية، فضلا عن عمليات التجارة بالبشر وتدفق المهاجرين من دول إفريقية إلى أوروبا. ووجه السراج خلال كلمته دعوات لكل من الدول الصديقة لليبيا وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، لدعم رؤيته التي تقدم بها، مؤكدا أنها مبادرة تتيح الفرصة أمام الجميع للمساهمة في بناء الدولة الليبية المستقبلية. تطهير بنغازي أوضح السراج أن الخارطة ستعتمد على انتخاب رئيس للدولة بشكل مباشر من الشعب، على أن يستمر العمل بالاتفاق السياسي وحكومة الوفاق الوطني، إلى أن يتم تسمية رئيس الحكومة الجديدة من قبل رئيس الدولة المنتخب، واعتماد حكومته من قبل البرلمان. وتأتي هذه الخطوة الليبية بعد إعلان القوات الموالية للمشير خليفة حفتر تطهير مدينة بنغازي الساحلية من جميع الميليشيات التي كانت تتمركز فيها.