في الوقت الذي استبعد مجلس الشورى رفضه إضافة التربية البدنية في مدارس البنات، أول من أمس، أصدر وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى قراراً يقضي بالبدء في تطبيق برنامج التربية البدنية في مدارس البنات اعتبارا من العام الدراسي المقبل. وجاء قرار التعليم بتنفيذ البرنامج وفق الضوابط الشرعية وبالتدريج حسب الإمكانات المتوفرة في كل مدرسة، إلى حين تهيئة الصالات الرياضية في مدارس البنات وتوفير الكفاءات البشرية النسائية المؤهلة. مجتمع حيوي أكد الوزير أن القرار جاء تحقيقا لأحد أهداف رؤية المملكة 2030 في السعي إلى رفع نسبة ممارسي الرياضة في المجتمع، وفق ما ورد تحت محور مجتمع حيوي بيئته عامرة «تأتي سعادة المواطنين والمقيمين على رأس أولوياتنا، وسعادتهم لا تتم دون اكتمال صحتهم البدنية والنفسية والاجتماعية، وهنا تكمن رؤيتنا في بناء مجتمع ينعم أفراده بنمط حياة صحي». وتضمن قرار الوزير تشكيل لجنة إشرافية لتنفيذ البرنامج برئاسة وكيل الوزارة للتعليم «بنات» الدكتورة هيا العواد، على أن تقوم اللجنة المشكلة ببناء وثيقة البرنامج متضمنة الأهداف ومؤشرات الأداء، وإعداد خطة تنفيذية مرحلية للبرنامج، والعمل مع الجامعات لإعداد متخصصات يسهمن في تطبيق البرنامج بمدارس البنات، والتنسيق مع الجهات المعنية لاستكمال متطلباته، ومتابعة التنفيذ في الميدان التربوي، ولرئيسة اللجنة الاستعانة بمن تراه لاستكمال متطلبات تنفيذ البرنامج. فريق متخصص أضاف بيان صحفي للتعليم أمس، أن هذا القرار يأتي بعد دراسة دامت أكثر من ثلاثة أشهر قام بها فريق متخصص بتكليف وزير التعليم لمراجعة كافة التوجيهات والتوصيات الصادرة في هذا الشأن وتقييم إمكانية تنفيذ برامج التربية البدنية والصحية في مدارس البنات، من حيث الإمكانات الفنية والبشرية، إضافة إلى تكاليف إعادة تأهيل الصالات الرياضية في المدارس التي تم إنشاء صالات بها وكذلك تكاليف إنشاء صالات رياضية جديدة وتجهيزها بالأدوات اللازمة. جني الثمار عبرت عضوة اللجنة الصحية بمجلس الشورى والشريك المؤسس في جدة يونايتد الرياضية لينا آل معينا، عن سعادتها بهذا القرار التي وصفته بأنه تاريخي، ويعد بمثابة جني ثمار لبرنامج التحول الوطني ورؤية 2030 بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وقالت «سيبدأ العمل بتنفيذ برنامج ثم مناهج ثم أقسام وكليات، ذلك بعد أن كان هناك جدل واسع بخصوص هذا القرار، الذي أوشك على البدء فيه من العام المقبل، وهو توجه دولة يصب في صالح المرأة السعودية، ليس حسب بل إنه سيبدأ من مرحلة عمرية صغيرة هي في تكوينها البدني والروحي والذهني، يقود إلى مجتمع يتمتع بالصحة والبعد عن الأمراض، ويأتي بعد أن استفرد القطاع الخاص بمثل هذا النوع من النشاط الذي جعلت منه المملكة اليوم في متناول الجميع». جيل واع ومثقف من جانبها، أكدت المدربة هديل الشهراني عن ضرورة تطبيق هذا القرار، لأنه سينعكس على إنشاء جيل واع ومثقف بأهمية الرياضة التنافسية الشريفة خاصة أنه سيبدأ من مرحلة عمرية صغيرة. وقالت «سيؤثر تطبيق القرار على صحة الأطفال وتغذيتها وعقليتها وبنتيها الجسدية بدلا من توجههم إلى استخدام الأجهزة الذكية فقط، وسيتعرف الجيل الجديد على الأمراض الذي يجب أن يتجنبها المجتمع ويتم ذلك من خلال مادة التربية البدنية في المدارس كهشاشة العظام والسمنة والضغط والسكر، وأتمنى تطبيق القرار ليمتد إلى افتتاح أقسام للتربية البدنية في الكليات والجامعات ليتم تخريج معلمات تربية بدنية بدلا من الدراسة في الخارج، كما أنه سيفتح فرصا وظيفية للمرأة التي أثبتت دورها كمدربة رياضة لكنها لم تجد الباب مفتوحا». ملامح البرنامج * يهدف إلى رفع نسبة ممارسي الرياضة * جاء بعد دراسة فريق متخصص دام 3 أشهر * التطبيق تدريجي * لجنة إشرافية لمتابعته * إعداد خطة للبرنامج * العمل مع الجامعات * لتأمين متخصصات