امتدت مسيرة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان العملية ل10 سنوات، كان عنوانها العمل والعطاء بلا حدود، تصدى خلالها لمهام كبيرة سياسيا وعسكريا، واقتصاديا وتنمويا، وعكست «رؤية السعودية 2030»، التي رسمها فكر وطموح الأمير الشاب للوصول ببلاده إلى مصاف الدول العظمى، في كافة المجالات، إذ تهدف الرؤية إلى تحضير المملكة لمرحلة ما بعد النفط، وتتضمن عدة برامج اقتصادية واجتماعية وتنموية، وتشتمل الخطة إصلاحا في الموازنة العامة، وتغيير تنظيمات ومبادرات خمسية، وتعزيز الجهاز الحكومي وتعزيز القطاعات الإنتاجية والصناعية غير النفطية. تعزيز مكانة المملكة تقلد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عدة مناصب خلال مشواره المهني، وابتدأ حياته المهنية بممارسة العمل الحر، أسس عددا من الشركات التجارية قبل أن يتفرغ للعمل الحكومي الذي بدأه بالعمل مستشارا بهيئة الخبراء في مجلس الوزراء في 2007، ثم مستشارا لأمير منطقة الرياض عام 2009، وشغل لاحقا مناصب أخرى منها رئيس ديوان ولي العهد ووزير دولة في مجلس الوزراء. على المستوى السياسي فقد كانت لجهود الأمير محمد بن سلمان أثر كبير في تعزيز مكانة المملكة إقليميا وعالميا، حيث تمكن من عقد عدد كبير من التحالفات والشراكات السياسية مع كبرى دول العالم، وخير شاهد على ذلك إقناعه رئيس الولاياتالمتحدة دونالد ترمب بأن تكون أولى زياراته الخارجية بعد تنصيبه رئيسا إلى المملكة، ووصف الأمير محمد بن سلمان بأنه مهندس العلاقات السعودية - الأميركية، خاصة أن اجتماعه مع ترمب في البيت الأبيض في مارس مهد لهذه الزيارة التاريخية، كما أنه أسس أول قناة تواصل بين البلدين، حيث احتضنت الرياض خلال زيارة الرئيس ترمب ثلاث قمم تاريخية بحضور الرئيس ترمب أسفرت عن ترسيخ العلاقات بين العالم الإسلامي والولاياتالمتحدة الأميركية، ومنعطف مهم في الحرب على الإرهاب. التصدي للأطماع الإيرانية كشف الأمير محمد بن سلمان خلال لقاءاته الإعلامية، عن حنكة سياسية وفهم ودراية كبيرة ومنطقية، بواقع المنطقة والأخطار التي تهدد المملكة والدول العربية، خصوصا فيما يتعلق بالأطماع الإيرانية، إذ كان واضحا وحازما تجاه السياسة الإيرانية مؤكدا أن المملكة لن تقف موقف المتفرج تجاه التدخلات الإيرانية ومخططاتها التخريبية في المنطقة، وأنه لن يسمح بأن تكون المعركة في الداخل السعودي، بل سيعمل على نقل المعركة إلى داخل إيران. تطوير القطاعات العسكرية أما على المستوى العسكري، فيعد الأمير محمد بن سلمان، من أصغر وزراء الدفاع الذين تقلدوا هذا المنصب في تاريخ المملكة، ويسبقه الأمير سلطان بن عبدالعزيز، الذي عُيِّن وزيرا للدفاع وهو في عمر 31 عاما، وظل في المنصب لمدة نصف قرن حتى وفاته -رحمه الله- في أكتوبر 2011. وتمكَن من إجراء العديد من التغييرات الجديدة في هذا القطاع الحيوي، وإعادة ترتيبه، والرقابة، ورفع الكفاءة في جميع المجالات، منها كفاءة نظام التسليح بما يتواكب مع الموقع الجيوسياسي والاستراتيجي الذي تتمتع به السعودية، وعمل على تطوير قدرات القطاعات العسكرية السعودية، كما أظهر الأمير الشاب قدرة كبيرة على تشكيل التحالفات، سواء العربية أو الإسلامية وكذلك العالمية، وتولى قيادة التحالف العربي في اليمن بعملية «عاصفة الحزم» التي انطلقت في نهاية مارس 2015، إذ كان يشغل حينها منصب وزير الدفاع الذي تولاه في يناير من العام نفسه، واستهدفت عملية التحالف دعم الحكومة الشرعية التي يمثلها الرئيس عبدربه منصور هادي، وردع ميليشيات الحوثي التي حاولت الاستيلاء على اليمن وتحويله خنجرا في الخاصرة العربية، وحققت العملية بعد عامين على انطلاقها نجاحات باهرة، إذ تمكن التحالف من تحرير 85% من الأراضي اليمنية من قبضة الحوثيين. كما عمل الأمير محمد على تطوير القوات المسلحة السعودية ودعمها بأحدث وأقوى الأسلحة النوعية في العالم، كما عمل على تعزيز الصناعة العسكرية، حيث عمل على إنشاء شركة قابضة للصناعات الحكومية، ستطرح لاحقا في السوق نهاية 2017، وتعهد بتمكين المواطن من الاطلاع على الصفقات العسكرية بشكل واضح. مهندس الإصلاحات الاقتصادية يعد الأمير محمد بن سلمان مهندس الإصلاحات الاقتصادية، إذ يترأس المجلس الاقتصادي التنموي، وعمل على جلب مزيد من الصناعات والاستثمارات نحو المملكة، وأظهر الأمير محمد القدرة والتحدي الكافيين لإحداث تحوّل كبير في الاقتصاد السعودي، وأكد للجميع أنه اقتصادي من الطراز الرفيع، وأبهر الأوساط الاقتصادية العالمية بإعلان رؤية الإصلاحات، وتقليل الاعتماد على النفط، حيث يتمتع بسمات عدة، أبرزها الخبرة والشعبية وقوة التأثير، إضافة للتحدي، وقاد التحول الاقتصادي للمملكة، وطرح الرؤية الطموحة 2030، وأيضا برنامج التحول الوطني 2020، وأسهم في تعزيز دور السعودية إقليميا ودوليا، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والأمني.. وأتاح مزيدا من الفرص للشباب السعودي، وعزز دور الغرف التجارية في تحقيق الأهداف التي تطمح لها القيادة الحكيمة. ومن هذا المنطلق شملت رؤية المملكة 2030 سلسلة إجراءات لتحقيق هذه الأهداف ومنها العمل على تحويل صندوق الاستثمارات العامة السعودي لصندوق سيادي بأصول تقدر قيمتها بين تريليوني إلى 2.5 تريليون دولار ليكون الأضخم بالعالم مع أكثر من 10% من القدرة الاستثمارية بالكرة الأرضية وممتلكات بأكثر من 3% من الأصول العالمية. كما يراهن الأمير محمد بن سلمان على جسر الملك سلمان، مؤكدا أنه سيكون أهم معبر بري في العالم، وسوف يوفر فرصا ضخمة للاستثمار والبناء، كون استثمار الموقع الجغرافي سيجعل البضائع تمر من خلال السعودية بمئات المليارات. هيكلة قطاع الإسكان أكد الأمير محمد بن سلمان خلال ظهوره الإعلامي أن إعادة هيكلة قطاع الإسكان سيسهم في رفع نسب تملك السعوديين. وحرص الأمير محمد بن سلمان على عدم تضرر المواطنين من الإصلاحات الاقتصادية التي تعتزم الدولة تطبيقها، وأمر بإنشاء حساب المواطن، مؤكدا أن الدعم سيكون لأصحاب الدخل المتوسط وما دون المتوسط. قدوة الشباب العربي يتمتع الأمير محمد بن سلمان بشعبية كبيرة بين الشباب في السعودية والعالم العربي؛ فهم ينظرون له كقدوة وشاب مجتهد مصمم على التحدي، ويعمل من أجل وطنه لنقله لنقطة أبعد وأفضل. وأكد الأمير محمد بن سلمان أن خطط الإصلاح تهدف إلى توفير ملايين الفرص الوظيفية للشباب السعودي، مع توقعات بدخول نحو مليون و900 ألف سعودي وسعودية سوق العمل في السنوات العشر المقبلة، تتطلب توفير الرعاية والقوانين والتدريب والتشجيع ومداخيل مجزية، مؤكدا أن الحكومة السعودية ترى أن دعم الشباب أمر مهم جدا لمستقبل البلاد واستقرارها اجتماعيا واقتصاديا. العمل الخيري بذل الأمير محمد بن سلمان جهودا في العمل الخيري، فأسس جمعية مسك الخيرية التي يرأس أيضا مجلس إدارتها، وتأسست الجمعية عام 2011، وتعنى الجمعية بثلاثة مجالات هي: التعليم والثقافة والإعلام، وتكرس جهودها لتنمية مهارات القيادة لدى الشباب. وقال الأمير الشاب عن أهداف المؤسسة الخيرية «نسعى من خلال مؤسسة مسك الخيرية إلى الأخذ بيد المبادرات والتشجيع على الإبداع بما يضمن استدامتها ونموها للمساهمة في بناء العقل البشري». وللأمير محمد بن سلمان إسهامات خيرية أخرى من خلال المناصب التي يشغلها حاليا: منها رئيس مجلس إدارة مركز الأمير سلمان للشباب، الذي أسس بمبادرة من الملك سلمان بن عبدالعزيز من أجل تعزيز جهود المملكة في دعم الشباب وتحقيق طموحاتهم لما لذلك من أثر لتقدم المملكة. ونائب الرئيس لجمعية سلمان للإسكان الخيري والمشرف على اللجنة التنفيذية للجمعية، والتي تشكلت من مجموعة من الأكاديميين وخبراء علم الاجتماع وأعيان المجتمع لتغطية احتياجات أصحاب الدخل المحدود. وعضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض. وعضو المجلس التنسيقي الأعلى للجمعيات الخيرية بمنطقة الرياض. ورئيس مجلس إدارة مدارس الرياض (مدارس غير ربحية). والرئيس الفخري للجمعية السعودية للإدارة، وعضو فخري للجمعية الوطنية الخيرية للوقاية من المخدرات. جوائز عالمية منحت مجلة «فوربس الشرق الأوسط» الأمير محمد بن سلمان، بصفته رئيسا لمجلس إدارة مركز الملك سلمان للشباب، جائزة شخصية العام القيادية لدعم رواد الأعمال لعام 2013، تقديرا لجهوده في دعم رواد الأعمال الشباب، وإبراز نجاحات الشباب السعودي للعالم. واختارت مجلة السياسة الخارجية الأميركية «فورين بوليسي»، الأمير محمد بن سلمان، في قائمة القادة الأكثر تأثيرا في العالم، ضمن قائمتها السنوية لأهم 100 مفكر في العالم لعام 2015. ووضعت القائمة الأمير محمد بن سلمان في التصنيف الأهم، وهو الأكثر تأثيرا في صناعة القرار في العالم.