بعد مرور عام على التفجير الانتحاري الذي وقع قرب المسجد النبوي، أحبطت الجهات الأمنية أمس عملية إرهابية كانت تستهدف أمن المسجد الحرام ومرتاديه من المعتمرين والمصلين، حيث نفذت عملية نوعية بالعسيلة وأجياد المصافي استغرقت نحو 8 ساعات بمكةالمكرمة على بعد أمتار قليلة من الحرم الشريف، أسفرت عن هلاك إرهابي فجر نفسه بحزام ناسف وضبط 5 من عناصر الخلية. أحبطت الجهات الأمنية أمس عمل إرهابي وشيك كان يستهدف أمن المسجد الحرام ومرتاديه من المعتمرين والمصلين، من قبل مجموعة إرهابية تمركزت في ثلاثة مواقع، وقبضت على 5 من عناصر الخلية. عملية نوعية نفذت الجهات الأمنية بمكةالمكرمة عملية استباقية نوعية على 3 مراحل تكللت بالنجاح، ابتداء من حرازات شرق جدة، وعملية العسيلة بمكة، وانتهاء بعملية الدهم في أجياد المصافي، على بعد أمتار من المسجد الحرام، إذ هلك إرهابي فجّر نفسه بحزام ناسف. دهم العسيلة تمكن رجال الأمن من تنفيذ عملية الدهم في العسيلة شرق مكة، في الساعات الأولى من أمس، إذ انطلقت العملية الساعة ال3 فجرا، وانتهت ال8 صباحا بتسليم مطلوب أمني نفسه، بعد حصار دام 6 ساعات، ونجحت القوات الأمنية في القبض على المطلوب «سعودي الجنسية» دون مقاومة لرجال الأمن. الدهم الثاني بعد ذلك، انطلق الدهم الثاني الساعة ال9 بإخلاء المساكن المحيطة بالمنزل الذي يتحصن به الإرهابيون في أجياد المصافي، وسُمعت طلقات نارية، ونشب حريق، وأصيب 6 من رجال الأمن بقوات الطوارئ الخاصة والدوريات الأمنية «فرقة ساعد»، مما استدعى تدخل الدفاع المدني، وأعقب ذلك صوت انفجار بسبب تفجير أحد الهالكين نفسه بحزام ناسف، بعد رفض تسليم نفسه، وتواصلت الجهود والتعزيزات لتضيق الخناق على من بقي من المطلوبين، مما أسفر عن ضبط إرهابي مطلوب، وتوقيف مشتبه بهم، وتأمين دخول المسعفين لنقل المصابين ورفع الأنقاض، وتم تمشيط المكان وتأمينه، وإعلان القوات الأمنية بسط الأمن في المنطقة عند بداية الخطبة الأولى من صلاة الجمعة في المسجد الحرام، كما عملت القوات المشاركة على تأمين ممرات آمنة لوصول الزوار إلى مساكنهم بعد الفراغ من صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان. وأعلنت الجهات الأمنية الانتهاء من العملية النوعية بأجياد المصافي، برفع الأنقاض ورفع الآثار والبصمات، ورفع الأجزاء المتناثرة من جثة الهالك لتحديد هويته، فيما سجل رجال الأمن مواقف بطولية في تلك العملية النوعية للسكان والمحافظة على سلامتهم، رغم صعوبة المكان وضيق الممرات والأزقة في أجياد المصافي الذي تسكنه الجنسية البخارية من سنوات عدة، وتعدّ بناياته من أقدم مباني مكةالمكرمة، والتي يصعب الوصول إليها في بعض الأوقات. تضرر 4 مركبات خلال العملية، تم إخلاء وإسعاف المصابين من رجال الأمن، وعائلة كانت تسكن قريبا من موقع الانفجار خلال 60 دقيقة، كما أسفر الحادث الإرهابي عن احتراق مصحفين كانا في إحدى المركبات التي تضررت بفعل تفجير الإرهابي نفسه، كما انهار مبنى من دور واحد، وجرى تلف وتضرر 4 مركبات ودراجة نارية، فيما استغرق جمع أشلاء الهالك ساعتين. ولم تراع الفئة الضالة حرمة المكان والزمان، وفضحت قدرات رجال الأمن نواياهم الخبيثة، بمتابعتها الفئة الضالة لحظة بلحظة، والتي كانت تنوي تعكير صفو ختام الشهر الفضيل في ليلة ختم القرآن الكريم. 100 فرقة أمنية وسط متابعة متواصلة وتوجيهات مستمرة من مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، تمكن أكثر من 100 فرقة أمنية من التصدي لعدد من الأوكار الأرهابية التي بدأت من حي العسيلة، حيث استطاع رجال الأمن محاصرة منزل أحد الأرهابيين وضبطه بعد أن حاول مقاومة رجال الأمن، إلا أنه سلّم نفسه للجهات الأمنية. وأبان مصدر أمني أن الإرهابي كان مرتديا حزاما ناسفا يهدف إلى إيذاء زوار بيت الله الحرام المكي، إلا أنه وبفضل الله وبيقظة رجال الأمن تمكن هؤلاء البواسل من إحباط هذه العملية والتصدي لها، مؤكدا المصدر ذاته أن هذه الحادثة كشفت لهم المحاولة البائسة التي كانت في حي أجياد المصافي مستهدفين زوار وضيوف الرحمن، إلا أنه نجم عنها هلاك إرهابي تفجيرا لنفسه، وضبط اثنين حاولا مقاومة رجال الأمن، ولكن تم القبض عليهما من القوات الأمنية المشاركة. استهداف أمن الحرم مكةالمكرمة: واس صرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي بأن الجهات الأمنية تمكنت -بفضل الله- في صباح يوم الجمعة الموافق28/9/1438 من إحباط عمل إرهابي وشيك كان يستهدف أمن المسجد الحرام ومرتاديه من المعتمرين والمصلين، من قبل مجموعة إرهابية تمركزت في ثلاثة مواقع. وأوضح المتحدث الأمني أن أحد المواقع في محافظة جدة، وأن الآخرين بالعاصمة المقدسة، الأول بحي العسيلة، والثاني بحي أجياد المصافي الواقع داخل محيط المنطقة المركزية للمسجد الحرام، عبارة عن منزل مكون من ثلاثة أدوار كان يوجد بداخله الانتحاري المكلف بالتنفيذ، والذي بادر فور مباشرة رجال الأمن في محاصرته بإطلاق النار باتجاههم، مما اقتضى الرد عليه بالمثل لتحييد خطره بعد رفضه التجاوب مع دعواتهم له بتسليم نفسه، واستمر في إطلاق النار بشكل كثيف قبل أن يقدم على تفجير نفسه، مما نتج عنه مقتله وانهيار المبنى الذي كان يتحصن بداخله وإصابة (6) من الوافدين نقلوا على إثره للمستشفى، بالإضافة إلى إصابة (5) من رجال الأمن بإصابات طفيفة. وبين المتحدث الأمني أن العملية الأمنية أسفرت عن القبض على (5) من عناصر الخلية، بينهم امرأة بعد مداهمة مواقعهم المشار إليها آنفا، ومصلحة التحقيق تقتضي عدم الإفصاح عن أسمائهم. ولا تزال الجهات الأمنية تباشر تحقيقاتها ورفع الأدلة المتخلفة في مكان التفجير والتثبت من هوية الانتحاري. وأفادت وزارة الداخلية بأنها إذ تعلن ذلك لتؤكد أن هذه الشبكة الإرهابية التي أمكن الله منها وأحبط -بفضله ومنّه- مخططهم الإرهابي، تجاوزوا بما كانوا سيقدمون عليه كل الحرمات باستهدافهم أمن المسجد الحرام، أقدس بقاع الله وأطهرها، طاوعتهم على ذلك نفوسهم الخبيثة المملوءة بالشر والفساد خدمة لمخططات تدار من الخارج هدفها زعزعة أمن واستقرار هذه البلاد المباركة، وستكون الجهات الأمنية -بعون الله تعالى- ثم بما تجده من دعم غير محدود من خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- وولي عهده الأمين قادرة على مواجهة هذه المخططات الإجرامية، والتصدي لها والإطاحة بالمتورطين فيها.