في محاولة منها لكسب السوق السعودي، سعت أنقرة من خلال برنامج ملتقى الزراعة والثروة الحيوانية، الذي عقدته رئاسة الوزراء، ممثلة في وكالة دعم وتشجيع الاستثمار، إلى جذب مستثمري المملكة لهذا القطاع، فيما طرح العديد من رجال الأعمال عوائق تتعلق بعدم توسع إنتاج المواشي من تركيا، لتكلفتها المالية العالية، مقارنة بالمواشي من أستراليا أو الصومال، أو السودان. ربما اللافت في برنامج ملتقى الزراعة والثروة الحيوانية، الذي عقدته رئاسة الوزراء التركية ممثلة في وكالة دعم وتشجيع الاستثمار التركية (ISPAT)، محاولتها الجادة لرفع خط إنتاجها من «تسمين المواشي»، عبر جذب مستثمرين سعوديين في هذا القطاع. عقد الملتقى في مدينة «ديار بكر»، خلال الفترة ما بين 17 – 21 من أبريل الجاري، التي تعتبر رأس الثروة الحيوانية التركية بمليون و500 ألف رأس من المواشي، من إجمالي 4 ملايين، إلا أن هذا الإجمالي بحاجة إلى تصعيد كبير، وهو ما تحاول حكومة بن علي يلدريم تسويقه على المستثمرين الخليجيين عموماً، والسعوديين على وجه الخصوص. حوافز استثمارية شهد الملتقى، مشاركة 4 غرف تجارية وصناعية سعودية، ممثلة في «الرياض، وجدة، والشرقية، وتبوك»، فيما أكد كبير مستشاري وكالة دعم وتشجيع الاستثمار الدكتور مصطفى كوكصو ل«الوطن» أن الحكومة التركية تدرج حوافز تشجيعية لهذا القطاع تحت برنامج «حوافز الاستثمار الإقليمي»، ك«الإعفاء من الرسوم الجمركية، وضريبة القيمة المضافة، ودعم أقساط الضمان الاجتماعي (حصة صاحب العمل)، وتخصيص الأراضي، ومصلحة الدعم، ودخل بدل ضريبة الاستقطاع، ودعم أقساط الضمان الاجتماعي». ويذهب كوكصو إلى الحديث عن مسألة البيئة الاستثمارية الحيوانية لمشاريع «تسمين المواشي»، التي تحويها مدينة «ديار بكر» أكبر مدن جنوب شرق تركيا، أهمها رخص العمالة، ومراعيها الخضراء. أحد أبرز الموردين للسوق المحلي مشعل المكيرش، أعطى خلال تعليقه ل«الوطن» مدلولات مهمة، حيال تقارب إنتاج مواشي ديار بكر بمتطلبات المستهلك السعودي، ناهيك عن جودتها، ولكنه أكد في المقابل أن تركيا مستفيد من استثمارات مشاريع «تسمين المواشي» محلياً وتدرج اعتمادها على اللحوم المستوردة. الدخول سعودياً العديد من رجال الأعمال في قطاع تربية المواشي السعوديين والمختصين، طرحوا خلال الملتقى، عوائق تتعلق بعدم توسع «إنتاج المواشي من تركيا»، في السوق السعودية، لكلفتها المالية العالية، مقارنة بالمواشي من أستراليا أو الصومال، أو السواكني السوداني. تستورد المملكة 10 ملايين رأس ماشية سنوياً، وهي الأولى عالمياً من حيث الطلب، وليس لتركيا نصيب في دائرة المصدرين لها من الدول المختلفة، لكن اللافت ما وضحه عضو مجلس إدارة غرفة جدة فهد السلمي ل«الوطن»، أن دخولها على خط توريد المواشي للمملكة، يتطلب منها تقديم معايير تنافسية مهمة تتعلق بالسعر الكلي، إلى الحوافز التشجيعية.