رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس، الحفل الختامي لمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في نسخته الجديدة 1438/ 2017، وذلك في موقع المهرجان في الصياهد الجنوبية للدهناء، 140 كلم شمال شرق مدينة الرياض. ولدى وصول خادم الحرمين الشريفين مقر المهرجان، وضيوفه ملك مملكة البحرين الملك حمد بن عيسى، وولي عهد الكويت الشيخ نواف الأحمد، ورئيس أمناء مؤسسة زايد للأعمال الإنسانية، رئيس مجلس أبوظبيالرياضي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ نهيان بن زايد، ورئيس اللجنة الأولمبية بقطر الشيخ جوعان بن حمد، ووزير الشؤون الرياضية بسلطنة عمان الشيخ سعد السعدي، وكان في الاستقبال أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر، والأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز، المشرف العام على المهرجان، الدكتور فهد السماري وعدد من المسؤولين. كما وصل في معية الملك سلمان، مستشار خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان. سندكم شعب مخلص ألقى الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز، المشرف العام على المهرجان الدكتور فهد السماري، كلمة قال فيها «قرأتم التاريخ يا خادم الحرمين الشريفين، ووعيتموه، وبفضل المولى ثم بحكمتكم أعدتم لوطننا وأمتنا الفخر والتفاؤل، صنعتم التاريخ بالتحول الذي حدث ولم ينس، ركيزتكم أساس الدولة، وعمقكم دين وحضارة، وسندكم شعب مخلص، بالأمس كانت الإبل عمادا ووفيتم لها اليوم بتحول حقيقي يليق، تحول في الجائزة والمكان والتنظيم والمهرجان، حوّل بيوتا إلى اتجاهات رزق كثيرة، وأنعش سوق الإبل، وأحدث حراكا اقتصاديا تجاوز ملاك الإبل إلى منظومة واسعة في المجتمع، واليوم تضافرت جهود أمنية وبيئية وبيطرية وتنظيمية وإعلامية ليصبح مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل رائدا ومميزا، وخطوة للمستقبل».
احتفاء بالضيوف كان خادم الحرمين الشريفين قد استقبل في روضة خريم أمس ضيوف المملكة المدعوين لحضور الحفل الختامي لمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل. ورحب خادم الحرمين الشريفين بقادة وممثلي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومرافقيهم في بلدهم المملكة. كما أقام الملك سلمان بن عبدالعزيز مأدبة غداء تكريما لهم. دعم مسيرة التعاون قال الملك حمد بن عيسى «إنها لمناسبة لأن نجدد تقديرنا لما يوليه خادم الحرمين الشريفين من اهتمام بالغ لتعزيز العلاقات الأخوية المشتركة، وما يبذله من جهود رائدة وعمل متواصل في تدعيم المسيرة المباركة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتطوير العمل العربي المشترك، والدفاع عن قضايا أمتنا الإسلامية، وهي شواهد بينة على ما تتمتع به المملكة العربية السعودية من مكانة عالية، وما تضطلع به من دور قيادي في هذه المرحلة الفاصلة التي تفرض تقوية الصف ووحدة الموقف وتكامل الرؤى، كي نتغلب جميعا على تحديات المرحلة وصعوباتها ونصل سويا إلى ما فيه خير وازدهار شعوبنا». تدشين قرية الإبل اطلع خادم الحرمين الشريفين فور وصوله على مجسم مشروع القرية السعودية للإبل، الذي يضم مدخل الإبل المزايين وميدان المزايين وخيمة تعاليل وسوق ومزاد الإبل ومسار تفويج الإبل ومدرجات الزوار والمزاد الذهبي والقرية والمركز الإعلامي ومخيمات الخدمات المساندة. وتفضل الملك سلمان بتدشين القرية السعودية للإبل، التي تعد أول قرية متخصصة للإبل وتراثها وأبحاثها وتجارتها في المملكة. وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين وضيوفه مكانهم في المنصة الرئيسة عزف السلام الملكي. ثم بدأ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. شكر لولاة الأمر رفع السماري الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين، على الدعم والرعاية للمهرجان. كما أعرب عن الشكر لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، على تسخيره للقطاعات الأمنية وتوجيهاته الكريمة لدعم المهرجان وإنجاحه. وعبر الدكتور السماري عن شكره لولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، نائب رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، الأمير محمد بن سلمان، الذي أعطى لهذا المهرجان صياغته ومضامينه التي ترونها، فقد تابع ويتابع كل جوانبه، وتطلعاته المميزة هي الحافز للعمل والإنجاز والإبداع. وهنأ السماري جميع الفائزين بالجائزة في مختلف الفئات، مزجيا شكره لجميع المشاركين والزائرين. ثم ألقى الشاعر المقدم مشعل الحارثي قصيدة نبطية بعنوان (سيّد العُرب)، بعدها ألقى الشاعر ناصر الفراعنة قصيدة نبطية بعنوان (ملك الحزم).
نهج سديد أعرب ملك البحرين، عن سعادته البالغة بزيارة المملكة والالتقاء مجددا بخادم الحرمين الشريفين. وقال الملك حمد بن عيسى في تصريح لدى وصوله الرياض أمس «نؤكد عميق اعتزازنا بهذا النهج السديد والراسخ في التواصل المشترك بيننا، وبالعلاقات الأخوية الوثيقة التي أرسى دعائمها الآباء والأجداد، ما ميزها بركائزها الصلبة والمتينة التي تجعلها تزداد في قوتها وتتنوع في ثمارها ومنافعها يوما بعد يوم، بما يدعم تطلعاتنا ويلبي طموحاتنا المشتركة».
حفاوة بالغة وفي برقية بعثها ملك مملكة البحرين، عقب حضوره الحفل الختامي لمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، عبر عن شكره العميق وتقديره البالغ لخادم الحرمين الشريفين، ولحكومته وللشعب السعودي على ما لقيه من حسن استقبال وكرم ضيافة وحفاوة بالغة. قال فيها: «خادم الحرمين الشريفين الأخ العزيز الملك سلمان بن عبدالعزيز، يسرنا ونحن نغادر المملكة العربية السعودية الشقيقة أن نعرب عن شكرنا العميق وتقديرنا البالغ لكم ولحكومتكم والشعب السعودي الشقيق على ما حظينا به من حسن استقبال وكرم ضيافة وحفاوة بالغه تجسد أعمق الأواصر الأخوية وأشدها رسوخا، مؤكدين بالغ سعادتنا لمشاركتنا في هذا المهرجان الكبير الذي يجسد الجوانب الثقافية والتراثية بالسعودية، وما تتسم به من عراقة وما يميزها من تفرد وما له من دلالات مهمة في إبراز الإسهامات الرائدة للسعودية في تقدم الحضارة العربية الأصيلة». تكريم الفائزين ثم شاهد خادم الحرمين الشريفين والضيوف عرضا ميدانيا لنماذج من الإبل الفائزة بالمركز الأول بجائزة الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل في فئات 100 و50 و30، ونماذج من المركز الثاني في فئة 100. عقب ذلك أعلن أسماء الفائزين بجائزة الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل، وتشرف الفائزون بالسلام على خادم الحرمين الشريفين واستلام جوائزهم. ثم شاهد الملك سلمان بن عبدالعزيز والحضور عرضا مسرحيا تاريخيا بعنوان (الإبل حضارة) يحكي أبرز المحطات التاريخية لعلاقة الإبل بتاريخ الجزيرة العربية وتاريخ المملكة والمستقبل، بعد ذلك أديت العرضة السعودية، وفي ختام الحفل عزف السلام الملكي، ثم غادر خادم الحرمين الشريفين مقر المهرجان متوجها إلى الرياض.