شكل عام 2006 نقطة تحول في حياة الحكم الدولي حسن البحيري الذي هجر الرياضة ورمى بصافرة التحكيم خارج حياته بعد أن قضى 30 عاماً في الوسط الرياضي لاعب كرة قدم مثل ناديه التقدم وحكما حمل الشارة الدولية. وجاءت نقطة التحول بإصابة مهاجم الأهلي المعتزل عبدالرحمن أبو سفين في لقاء فريقه والنصر بالرياض حينما تدخل حارس النصر مضحي الدوسري لإنقاذ مرماه من كرة طولية وصلت لمهاجم الأهلي قبل دخولها منطقة الجزاء ليشير البحيري باستمرار اللعب فيما كان أبو سفين قد تعرض لكسر مضاعف لم يشعر به الحكم إلا بعد ثوان طويلة من استمرار اللعب. أعاد البحيري حساباته بعدما زاد مرض ألم به وجعله طريح الفراش لمدة طويلة مراجعة تلك الصفحة المؤلمة، قبل أن يعود للظهور في الوسط الرياضي ولكن بشكل غير رسمي حيث حضر ذات يوم إلى غرفة تبديل ملابس الأهلي في ملعب الأمير فيصل بن فهد مرتدياً لباسه الرياضي، ومطلقاً لحيته، وقال ل"الوطن" حينها "حضرت للسلام على أبو سفين، وضميري يؤنبني لتجاهل إصابته ولذا طلبت منه الصفح مجدداً". مرحلة التحول فجع البحيري عام 2001 بوفاة والده، واتصل بمغسلة الأموات في جامع الراجحي بالرياض لتجهيز دفن والده, فتلقى الرد وبمحض الصدفة من الحارس الدولي إبراهيم الحلوة الذي ذاد عن مرميي الرياض والشباب وكان ضمن بعثة المنتخب السعودي في نهائيات كأس عالم بأمريكا 1994، والذي كان قد ودع الكرة واتجه لتغسيل الأموات، وخلال التكفين كان أسلوب إبراهيم الحلوة في تعامله مع أهل الميت قد لفت نظر البحيري، الذي خصص بعد ذلك وقت المساء من بعد فترة عمله الرسمي في أحد مستشفيات العاصمة لتغسيل الموتى وتكفينهم والمشاركة في دفنهم بمقابر النسيم. وواصل البحيري عمله (الخيري) وداوم عليه دون انقطاع حتى بعد تعيينه نائباً لرئيس لجنة الحكام الرئيسة التي عمل بها لموسم واحد عام 2003 ثم تفرغ بعد ذلك للأعمال الخيرية. وبعد سنوات منذ التفرغ الخيري زاد نشاط البحيري الذي ظهر بشكل مغاير عما كان عليه في البدايات الأولى لاعتزاله للتحكيم، حيث تحول ليكون داعياً داخلاً عالم الرقية الشرعية، واتسعت شهرته في دول الخليج بعد نجاحه في علاج أكثر من حالة، وانتشر اسمه ليتوافد إلى منزله العشرات من سكان الرياض والمملكة ودول الخليج طلباً للاستشفاء القرآني الذي برع فيه بعد توفيق من الله. ومع تحوله الكبير، رفض البحيري تقييد ميول أبنائه الذين تابعت "الوطن" أحدهم يرتدي قميصاً لأحد فرق الدوري الإسباني. ولا يرى البحيري أي تعارض بين الرياضة والأعمال الخيرية والتطوعية، وهو يعتز بما قدمه خلال مشواره الرياضي، وأكد في لقاء صحفي سابق أن سامح كل من أساء إليه أو شتمه خلال قيادته للمباريات، راجياً المغفرة للجميع.