هاجم مقاتلو حركة طالبان المطار الرئيس في جلال أباد وقاعدة أمريكية أمس في واحد من أربع حوادث في الساعات الأربع والعشرين الماضية مثلت تصاعدا مفاجئا في أعمال العنف. وشن المتشددون هجمات في جلال أباد وكونار في الشرق، وبلدة قندوز الشمالية، وكذلك في العاصمة كابول أول من أمس لإظهار أن التمرد لم يضعف على الرغم من أن القوات التي يقودها الناتو تقول إنها حققت مكاسب. وسترسل الهجمات رسالة واضحة لزعماء حلف الأطلسي الذين سيجتمعون في 19 نوفمبر الجاري بلشبونة، بأن حل المشكلة الأمنية لا يزال بعيد المنال وأن حركة طالبان لا تزال عدوا صعب المراس. وجاءت الزيادة في أعمال العنف في أسوأ وقت ممكن بالنسبة لزعماء حلف الأطلسي الأوروبيين الذين يشعرون بضغوط متزايدة في بلدانهم وسط تراجع التأييد للحرب الدائرة منذ فترة طويلة. كما جاء الهجومان في جلال أباد وكونار أمس تزامنا مع ذكرى مرور تسع سنوات على سقوط نظام طالبان في كابول، فيما يستعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمراجعة استراتيجيته المتعلقة بالحرب في أفغانستان الشهر المقبل. وفي جلال أباد هاجم متمردون بينهم مفجران انتحاريان قاعدة عسكرية متقدمة تديرها قوة المعاونة الأمنية الدولية التي تتقاسم المطار الرئيس الواقع في المدينة القريبة من الحدود مع باكستان. وقال شاهد عيان إن الدخان شوهد يتصاعد من المنطقة كما سمع دوي انفجارات وإطلاق نار. وحلقت طائرات هليكوبتر فوق المكان خلال الهجوم وشوهدت جثة مفجر انتحاري واحد على الأقل ومهاجم آخر قرب المطار. وأضاف أن جثث ثلاثة مقاتلين يرتدون زي الجيش الأفغاني ويحملون قذائف صاروخية وأسلحة صغيرة ومدفعا رشاشا كانت ممدة على الأرض قرب القاعدة. أما الناتو فقال إنه صد هجوما متزامنا على قاعدة عمليات أمامية في بيهسود قرب المطار، بعد التعرض لنيران أسلحة صغيرة، وقتل 8 من المهاجمين.ولكن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد قال إن 14 مفجرا انتحاريا شاركوا في الهجمات. ووقع الهجوم فجر أمس على المطار الذي تتمركز فيه طائرات ومروحيات وطائرات من دون طيار تابعة للجيش الأمريكي. والمطار مطوق بأكياس من الرمل وتحميه قوة أمريكية كبيرة، ويضم 2500 عسكري أجنبي ويعد ثالث قاعدة جوية للحلف في أفغانستان. وبموازاة ذلك، قتل عشرة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال وجرح 18 آخرون أمس بانفجار دراجة مفخخة في أحد أسواق ولاية قندوز شمال أفغانستان. وفي باكستان، قتل 5 مسلحين بهجوم لطائرات أمريكية بدون طيار على بلدة أحمد خيل شرق ميرانشاه بوزيرستان الشمالية. كما قتل 8 مسلحين من طالبان باكستان باشتباك مع قوات الأمن خلال هجوم على قافلة أمنية بمنطقة أوراكزاي، شمال غرب باكستان، أمس وفي غضون ذلك، أصدرت وزارة الداخلية تحذيرا لأجهزة الأمن في إسلام أباد والمدن الأخرى بتشديد الإجراءات الأمنية بعد تلقيها معلومات تفيد بأن حركة طالبان ومنظمة لشكر جهنكوي المحظورة تنويان القيام بهجمات انتحارية خلال عطلة عيد الأضحى المبارك.