أكد استشاري طب الأطفال بمستشفى الحرس الوطني وأخصائي طب الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الدكتور عبدالله بن محمد الصبي أن نسبة الشفاء من الإصابة بشلل الضفيرة العضدية كبيرة إذا اكتشفت مبكرا وعولجت بطريقة صحيحة. وقال إن نسبة الشفاء في الحالات البسيطة والمتوسطة الشدة تصل حتى 90% ، خصوصاً إذا كان عمر الطفل من ثلاث إلى أربع أشهر، ومعظمها يشفى خلال سنة إلى سنتين، فيما تنخفض نسبة الشفاء بعد مرور السنة الأولى، ويمكن أن يبقى عجز بسيط في بعض الحالات مدى الحياة. وأشار إلى وجود العديد من طرق العلاج منها العلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي، والعلاج الطبيعي المائي، والعلاج الجراحي وأن نسبة 10 إلى 20% من الحالات تحتاج لتدخل جراحي لتصحيح المشكلة. وأوضح الدكتور الصبي في تصريح ل "الوطن" أن شلل الضفيرة العضدية حالة شائعة لدى المواليد، وتسمى الشلل الولادي، لأن السبب في حدوثها لدى المواليد هو الولادة، وتحدث حالة إلى حالتين لكل ألف ولادة، وتعتبر من مضاعفات الولادة خاصة الولادة المتعسرة، ولا يوجد لدينا أي إحصائية في السعودية بسبب عدم الاهتمام بتسجيل ومتابعة الحالات. وقال إن الإصابة يمكن أن تكون لدى مختلف الأطفال، وتشمل الأطفال المبسترين والأطفال ذوي الأوزان الكبيرة، كما يمكن أن تحدث لكبار السن، ولكن في الحوادث، وعرف شلل الضفيرة العضدية ب "شلل أرب" نسبة إلى أخصائي الأعصاب الألماني الدكتور وليم أرب الذي بين أسباب حدوث الشلل العضدي الولادي، وأنه نتيجة عطب في جذور الأعصاب العنقية. وأشار الدكتور الصبي إلى أن 50% من الحالات تكتشف بعد الولادة، والبقية عند الكشف على الطفل في "عيادة الطفل السليم" الموجودة فقط في مستشفى الحرس الوطني ومستشفى الملك خالد الجامعي، فيما لا تعترف بقية المستشفيات بها ربما بسبب كلفة إنشائها العالية، كما أن بعض الأمهات لا يملكن الوقت المناسب لأخذ أطفالهن للطبيب. وبين أن الضفيرة العضدية هي مجموعة من الحزم العصبية التي تصل النخاع الشوكي في العنق بالأعصاب المغذية للعضد الساعد اليد "الطرف العلوي"، ويحدث خلال تعسر الولادة عندها، ويمكن لها أن تتمدد أو تتمزق، ومن ثم يحدث شلل في الطرف العلوي، ومن أعراضها الضعف الحركي في عضلات الكتف والذراع واليد، ونقص الأحاسيس في الطرف العلوي، ولا تقوم الأعصاب بعملها، مما يؤدي إلى عدم الإحساس، إضافة إلى عدم القدرة على الحركة وضمور العضلات غير المستخدمة، وعدم نمو الطرف بشكل طبيعي، وتيبس المفاصل. وأوضح الدكتور الصبي أن المرض يكتشف بالفحص السريري من خلال تقييم الحالة، واختبار توصيل العصب، أو اختبار رد الفعل العضلي، وأيضا بالأشعة المقطعية أو أشعة الرنين المغناطسي، والتصوير الظليل للنخاع، وتحول الحالات لعيادات طب التجميل في سن 4 أشهر. وأشار إلى أن الإصابة تحدث خلال عملية الولادة، ومع حدوث صعوبات، وتعسر في الولادة الطبيعية تكون هناك مشكلة وصعوبة في خروج رأس الوليد من خلال عظام الحوض، مما يستدعي المساعدة من خلال شد الرأس لتسهيل الولادة، وهو ما يؤدي إلى شد وتمزقات للجذور العصبية للضفيرة العضدية، مضيفا أن من أنواع الإصابة وتأذي الجذور العصبية إصابات التمدد، وإصابات الورم العصبي، وإصابات التمزق، وإصابات الخلع الانقلاع، مؤكدا أنه يمكن التقليل من هذه الإصابات من خلال متابعة الحمل والولادة في المراكز الطبية.