فيما يغيب عن مجال الإسعافات عموما الإسعاف النفسي، ويعني تقديم الرعاية الأولية للمرضى النفسيين، وهو ما يسهم في الحد من تفاقم الحالات، بدأت بعض المستشفيات النفسية في تقديم خدمات الإسعافات النفسية الأولية، وهو مفهوم حديث أقرته منظمة الصحة النفسية، بهدف رفع مستوى الوعي النفسي، ونشر أسس المساعدة النفسية الأولية ذات الجودة العالية للمريض. إسعافات نفسية قال الاستشاري النفسي في مستشفى جدة النفسي سهيل مفتي ل"الوطن" "من خلال العمل اليومي في قسم الطوارئ نتعامل مع حالات الاضطراب النفسي التي تستدعي تقديم الإسعافات النفسية الأولية، وذلك يشمل اضطرابات القلق مثل نوبات الهلع، واضطرابات المزاج كالاكتئاب، أو الهوس، والاضطرابات الذهنية كالفصام، والاضطرابات الناتجة عن تعاطي المواد المسببة للإدمان كالمؤثرات العقلية، والاضطرابات السلوكية مثل اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، أو اضطراب الشخصية الحدية". وأضاف أن "الفريق المختص يقيم الحالات من شكوى المريض أو ذويه، بأخذ التاريخ المرضي، ومسار تطور الحالة، كما يقيم لغة الجسد للمريض المتهيج والعنيف وهيئته التي يكون عليها في قسم الطوارئ، حيث يتم إجراء الفحص النفسي والاختبار العقلي للحالة مع فحص المريض جسديا، وعمل قراءات العلامات الحيوية، وإجراء الفحوص المخبرية والإشعاعية وتخطيط القلب، وتخطيط كهرباء المخ إن لزم الأمر، وبناء على ذلك يتم تشخيص الحالة، وبالتالي تقديم العلاجات الإسعافية النفسية اللازمة لها". السيطرة على العنيفين أبان مفتي أن "نتائج العمل اليومي في قسم الطوارئ لدينا تؤكد نجاح السيطرة الفورية على المرضى العنيفين باستخدام البروتوكولات الموصى بها عالمياً للتعامل مع المريض الخطر والعنيف، والتعامل مع الحالات التي تستدعي تقديم العقاقير النفسية المهدئة والمنومة أو التي تعالج الآثار السلبية لأدوية أخرى استخدمها المريض بالطرق والجرعات الإسعافية المناسبة". مفهوم حديث أوضح الاستشاري النفسي محمد شاوش، أن "الإسعافات النفسية الأولية مفهوم حديث من منظمة الصحة النفسية يقوم على أساس التدخل المبكر في أعراض الأمراض النفسية للحد من المضاعفات النفسية، والحد من الكلفة المادية لمعالجة الأمراض النفسية، فكلما كان التدخل أسرع كان العلاج أنجح وأسرع"، مشيرا إلى أن تطبيق الإسعافات النفسية الأولية بدأ أثناء حدوث الكوارث الطبيعية مثل الزلازل، أو حدوث حرب للتخفيف من تفاقم الحالات. وأشار إلى أن "تطبيق الإسعافات النفسية لا يشترط أن يكون من خلال اختصاصيين، بل يمكن تطبيقه من خلال وزارة التعليم، في المدارس، والجامعات بإشراف مختصين للتخفيف من مضاعفات الأمراض النفسية المزمنة". ولفت شاوش إلى أن "المجهودات العلاجية الحديثة بشأن الإسعافات النفسية الأولية في المملكة تكاد تكون ضئيلة، فهي لم تعتمد بشكل رسمي"، مؤكدا ضرورة وجود فرق طبية نفسية تسهم وتساعد في حالات الطوارئ مثل الحرب أو الكوارث الطبيعية.