مساعد آل بخَّات مما يؤرق المسؤولين في وزارة التعليم حاليا ظاهرة غياب الطلاب والطالبات في الأيام التي تسبق الإجازة. فقد قرأت قبل عدة أيام تغريدة للمتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم الأستاذ مبارك العصيمي، تنص على أن: "وزارة التعليم تدرس ربط المواظبة والسلوك بقبول الطلاب والطالبات في الجامعات، وعليه فإن غياب الطلاب والطالبات عن المدرسة سيؤثر مستقبلا على قبولهم في الجامعات". ومشكلة غياب الطلاب والطالبات في الأيام التي تسبق الإجازة هي (قديمة حديثة)، بمعنى أنها: موجودة من قبل عدة سنين واستمرت كعادة سلبية عند الطلاب والطالبات حتى وقتنا الحالي. ومما لا شك فيه أن قضية (الانضباط المدرسي) مهمة لأي مجتمع في العالم. لماذا؟ لأن الطبيعة الإنسانية لديها غرائز للخير وغرائز للشر، والإنسان بطبعه يحتاج إلى من يضبط سلوكه، سواء كان من خلال الضبط الداخلي عن طريق الدين والقيم والأخلاق والضمير، أو من خلال الضبط الخارجي والذي ينفذ عن طريق القانون والأنظمة واللوائح. فتكمُن أهمية الانضباط المدرسي في أنه يساعد على تحقيق الأمن والاستقرار في المدرسة، مما يؤدي لاحقا إلى انتقال هذا الأمن والاستقرار في المجتمع، ويسهم الانضباط المدرسي أيضا في حفظ حقوق الأفراد، ويُعد الانضباط المدرسي طريقة وقائية من الوقوع في الانحراف والجريمة، وقد يُرسم من خلال الانضباط المدرسي طريق ناجح لحفظ أمن هذا الوطن. ولكن عندما تعجز وزارة التعليم عن حث وتحفيز الطلاب والطالبات على الحضور للمدرسة في الأيام التي تسبق الإجازات بأساليب إيجابية، ومن ثم تدرس فكرة ربط غياب الطلاب والطالبات بمسألة قبلوهم في الجامعات، فأرى هنا بأن الفكرة غير صائبة... لماذا؟ أولاً/ لأنهم يعالجون المشكلة بمشكلة أخرى، فقبول الطلاب والطالبات في الجامعات (من غير مسألة الربط الذي تدرسه وزارة التعليم) أصبح أمرا محصورا في عدد محدود من الطلاب والطالبات، بسبب كثرة أعداد الخريجين من الثانويات العامة، مقارنة بعدد المقاعد المُتاحة لهم في الجامعات (وخصوصاً في التخصصات التي لها ارتباط قوي بسوق العمل كالطب ونحو ذلك)، مما جعل بعض الأُسر يضطرون إلى تسجيل أبنائهم الطلاب وبناتهم الطالبات في كليات وجامعات أهلية. ثانياً/ من الجودة في التعليم أن نحبب أبناءنا الطلاب وبناتنا الطالبات في المدرسة، بحيث يسعدون بالحضور إلى المدرسة، كما هي سعادتهم عند الخروج من المدرسة (وهذه الجودة في التعليم يبدو لي بأنها شبه غائبة عن مدارسنا). ثالثاً/ التعليم الناجح يحفز الطلاب والطالبات على الحضور للمدرسة بأسلوب الترغيب، وليس بأسلوب الحسم من درجات السلوك والمواظبة ومن ثَمَّ ربط الحسم بقبولهم في الجامعات. رابعاً/ لم تضع وزارة التعليم الطلاب والطالبات جزءا من حل مشكلة الغياب في الأيام التي تسبق الإجازة، فلم يخطر في بال وزارة التعليم أن تعقد اجتماعا مع الطلاب والطالبات، وتسألهم عن أسباب غيابهم في الأيام التي تسبق الإجازة، وماذا يريدون من وزارة التعليم، مما يساعد على تغيير قناعاتهم لضمان انضباطهم في الحضور للمدرسة؟ (فمعرفة أسباب المشكلة قد تساعد في حل المشكلة). خامساً/ أين نتائج وإسهامات لجنة الانضباط المدرسي في وزارة التعليم.