أكد مستشار أمين الأحساء منسق الأحساء في شبكة المدن المبدعة التابعة لليونيسكو المهندس أحمد المطر أن الدول الأعضاء في الشبكة هي التي توازن بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على الهوية والتراث والوجه الحضاري المشرق لهذه الشعوب في تلك الدول، موضحاً أن كثيرا من الدول في الشبكة البالغ عددها 116 مدينة يمثلون 54 دولة، تعمل على توثيق التراث وتشجيع جميع المبدعين، والمناداة بهدف واحد، وهو أن الإبداع والثقافة هما العامل الأساسي لمد المدن بالحيوية. وأبدى المطر أسفه على تهميش الإنتاج المحلي التراثي الذي قال إنه يباع بأبخس الأثمان، بعكس ما ينتج خارجيا. تحجيم المنتج المحلي أشار المطر، خلال مداخلته مساء أول من أمس في محاضرة لكبير صاغة المجوهرات في الأحساء عايش الدجاني، في منتدى سبتية "إضاءات" لمؤسسه عضو المجلس البلدي في الأحساء سابقاً علي السلطان، إلى أن كثيرا من الدول في الشبكة، تمتلك برامج عديدة للاعتناء بكبار الحرفيين، مهما كانت أعمارهم، وتوفير كل متطلباتهم ومستلزماتهم بهدف نقل التجربة إلى الأجيال المقبلة، وتعليم الأجيال الجديدة فن الصنعة بما يضمن استمرارية هذا الموروث. وعبر المطر عن أسفه إزاء تحجيم وتسطيح المنتج "المحلي اليدوي"، وشرائه بأسعار متدنية جداً، مستشهداً في ذلك ببيع سفرة مصنوعة من الخوص، منتجة باليد، استمر إنتاجها بما لا يقل عن 10 ساعات ب 25 ريالاً فقط، بينما نجد أن المنتجات اليدوية في الخارج أغلى بأسعار مضاعفة عن المنتج الصناعي، مشيراً في هذا الصدد إلى أننا لا نعطي المنتج اليدوي المحلي قيمته الحقيقية، بما فيه من إبداع، واستغراق الوقت والجهد، عطفاً على أن هذا المنتج يمثل قيمة وإبداع إنسان، ويمثل امتدادا لحضارة، داعيا إلى اقتنائها وشرائها بأسعار مستحقة فيها. صناعة متوارثة أبان كبير صاغة المجوهرات في الأحساء عايش الدجاني، خلال محاضرته أن ممارسة صياغة المجوهرات تمتد لأكثر من 5 عقود متواصلة، وتوارث هذه الحرفة أباً عن جد، وها هو يعطيها لأبنائه، ومن الأوائل في صناعة "الخناجر" الذهبية باحترافية عالية، وصناعة "الخواتم" بحجرين كريمين، مؤكداً أن صاغة الأحساء في السابق كانوا يعتمدون على الاحتراف اليدوي في كافة أعمالهم، قبل وصول جهاز صناعي يسمى "كاستينغ". وذكر أن العمالة الوافدة ضايقوا كثيراً صاغة الأحساء، وتلاعبت العمالة الوافدة في استخدام مادة "الرصاص" في أعمال الصياغة المختلفة، وهي مادة مدمرة للذهب والفضة. وأشار الناقد التشكيلي أحمد العبدرب النبي في معرض مداخلته خلال المحاضرة، إلى أن التعريف الرسمي دولياً عن كل عمل من الموروث الشعبي المتوارث عبر الأجيال يطلق عليها فنون شعبية، وبالتالي منتجها يطلق عليها "فنان شعبي"، وهذا التعريف أو المصطلح فيه اعتزاز للشخص والمنطقة، وهو بديل عن المصطلحات الأخرى.