كان هذا عنوان وسم اقترحته على وسيلة التواصل الاجتماعية الأشهر "تويتر"، ويستهدف هذا الوسم التعريف بمفهوم مجتمع الممارسة المهنية، وتحولها لمجال التعليم، وكيفية الاستفادة منها في السياق الجامعي، وتحديدا مجالات التعليم والتعلم وطرائق التدريس. ولعل الفكرة ترى النور وتطبق على مستوى أكبر ومجالات أوسع في بلادي الغالية. بدأ المقترح منذ منتصف هذا العام تباعا لمقترح بحثي سابق، ولعل ما زاد من العزيمة على المضي قدما في هذا المشروع المقترح هو مواءمة مشروع الوطن الأكبر الذي قدمه الأمير محمد بن سلمان، وهو برنامج التحول الوطني 2020 في ضوء الرؤية الوطنية 2030، وكذلك مبادرة مدير جامعة الطائف الدكتور حسام زمان "جامعة الطائف التي نريد"، وذلك بالاتكاء على تنوع وغنى جامعاتنا السعودية بالخبرات والكفاءات في مختلف المجالات، وما تشهده الجامعات من دعم من حكومتنا الرشيدة. يعتبر مفهوم "مجتمع الممارسة المهنية" حديث الصياغة، على الرغم من قِدَم الظاهرة. ويشير في مجمله إلى التجمع بقصد المعرفة والتعلم والإثراء. وأضحى عدد كبير من المنظمات بمختلف القطاعات حول العالم يستغل هذا النسق التطويري كمفتاح لتحسين وتطوير الأداء لموظفيها. استخدم هذا المصطلح المنظران (Jean Lave & Etienne Wenger) في عام 1991، عندما ناقشا مفهوم المشاركة المشروعة في تطوير الممارسات المهنية. وعرفاه بأنه عبارة عن "مجموعة من الناس يتشاركون اهتماما أو عاطفة تجاه ما يعملون، ويتعلمون كيفية القيام بذلك بشكل أفضل مما كان". وأسهم الباحثان في تسهيل امتداد مفهوم مجتمع الممارسة من المجالات ذات العلاقة بالمال والأعمال إلى منظمات التعليم. واشترطا أن ينظر إلى التعلم كنتاج للتفاعل الاجتماعي خلال فترات منتظمة بين كافة أعضاء مجتمع الممارسة المهنية. وبذلك يستطيع الأعضاء مشاركة الأفكار الإبداعية، والممارسات الصحيحة، وتتجاوز ذلك إلى مناقشة المشكلات وحلها. معتمدين في ذلك على تنوع الخبرات والكفاءات لدى أعضاء مجتمع الممارسة المهنية، مما يجعل منها مصنع إثراء متنوع. ولا بد أن يتوافر في مجتمع الممارسة المهنية ثلاث خصائص رئيسية: المجال المشترك، والمجتمع، والممارسة المهنية. يقصد بالمجال الاهتمام المشترك الذي يحدد هوية الأعضاء، كالمجال الصحي، والفني، والقانون، والتعليمي. فيما يقصد بالمجتمع الأعضاء الذين تجمعهم الاهتمامات العملية المشتركة، ويرغبون في التواصل من خلال هذا الإطار. ويقصد بالممارسة المخزون المشترك للمصادر المتنوعة من الممارسات لدى الأعضاء كمختلف مهارات لاعبي الكرة، وكذلك كمختلف مهارات تدريس مهارة الكتابة في تخصص اللغة الإنجليزية. زملاؤنا أعضاء وعضوات هيئة التدريس في كافة الجامعات وفي شتى التخصصات تتنوع خبراتهم وكفاءاتهم من درجة الأستاذ وحتى حاملي شهادة البكالوريوس، وهذا يمثل بيئة متينة قوية لمثل "مجتمع الممارسة المهنية،" حيث المشاركة برأي الخبير، وبما استجد إليه العلم، وما هو ممارس في الميدان، وما يجب أن يكون عليه. بهكذا مجتمع نصنع الأفكار الخلاقة، ونصحح القديمة، ونتدارس الجديد ونبحثه سويا، ونحاول الاستماع لما يوجهنا من مشكلات، ونوجد لها الحلول العملية. هكذا نبني الثقة بين أعضاء المجتمع الممارس، وهكذا نتخطى العقبات، وهكذا ننتج ممارسة صحيحة صحية تواكب تطلعات حكومتنا ورؤيتنا المستقبلية. وهكذا هي جامعة الطائف التي نريد، وبعون الله سيتحقق ما نتطلع إليه. الدكتور نايف بن سعد البراق رئيس قسم اللغات الأجنبية بجامعة الطائف