مع اقتراب العد التنازلي لمواجهة كأس السوبر السعودي في نسخته الرابعة، يسجل شهر أغسطس المقبل نفسه كموعد رسمي لرفع الستار عن عودة الحياة من جديد إلى ملاعب كرة القدم في معظم قارات العالم على صعيد الأندية بعد فترة توقف تجاوزت الشهر كرست للالتزامات الدولية في قارتي أوروبا وأميركا الجنوبية، استمتع خلالها محبو اللعبة الجميلة بمنافسات يورو في فرنسا وكوبا أميركا في الولاياتالمتحدة، لتتحول أنظارهم نحو لقاءات السوبر التي تجمع بين بطلي الدوري والكأس وباتت تمثل إعلانا رسميا لانطلاقة الموسم الجديد. نظام مختلف تجمع مباراة السوبر سنويا الفائز ببطولتي الدوري والكأس المحليتين في الموسم المنقضي، وفي حال فوز فريق واحد بالثنائية يختار وصيف مسابقة الدوري لخوض السوبر، ويختلف نظام البطولة من اتحاد لآخر، ففي بعض البلدان تقام من مباراة واحدة على أرض بطل الدوري، وفي أخرى تقام من مباراتين ذهابا وإيابا كما هو حاصل في إسبانيا، وفي إنجلترا أصبح معتادا منذ عام 1976 أن تقام البطولة بملعبها الشهير والعتيق "ويمبلي" دعما لتاريخ الملعب وإعادته للواجهة كأول الملاعب التي احتضنت نشأة كرة القدم حول العالم.
الجوهرة خيار مصري بعد نجاحه المذهل جماهيريا وتنظيميا الموسم الماضي في ملعب هزاع بن زايد بالإمارات، تدرس الشركة الراعية لاتحاد الكرة المصري تكرار إقامة مباراة السوبر خارج مصر، وأشارت في بيان صحفي إلى أنها تفاضل بين السعودية وإيطاليا لاستضافة الحدث بين بطل الدوري الأهلي وبطل الكأس المقرر انتهاء منافساته 7 أغسطس المقبل، ووضعت ملعب الجوهرة المشعة بجدة اختيارا أول لتواجد جالية مصرية كبيرة هناك، وفي حال تعذر ذلك ستكون الوجهة البديلة هي ملعب "جوسيبي سينجاليا" بمدينة كوكو الإيطالية والتي تبعد عن ميلانو بمسافة 45 كيلومترا. فكرة إنجليزية كعادتها في تسجيل الأسبقية في مجال كرة القدم، تعد إنجلترا الأولى في تبني مثل هذه الأفكار حيث تقام سنويا مباراة بين الفائزين بالدوري والكأس على درع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم وتعرف سابقا باسم الدرع الخيرية، وهي بمثابة كأس السوبر في بلدان أخرى، وأقيمت أول بطولة عام 1909، وهي مستمرة إلى يومنا هذا، ومنذ عام 1997 أصبح ريع ودخل البطولة خيريا للجمعيات والمؤسسات الخيرية للفقراء والمعاقين، وبذلك يكتفي الفريق الفائز بلقب البطولة والدرع المقدم وبدون عوائد مالية من حضور الجمهور والنقل التلفزيوني وغيره. بادرة إيطالية فكرة إقامة كأس السوبر خارجيا ليست بالجديدة على الصعيد العالمي، وذلك لأسباب تسويقية، حيث يحدد الرعاة المدن المضيفة بناء على اعتبارات تجارية في الغالب، بيد أن بعض الاتحادات تسعى أحيانا إلى ترويج كرة بلادها في مناطق أخرى من العالم، مما يدفعها إلى لعب السوبر في الخارج، والإيطاليون هم أول من ابتكر فكرة السوبر خارج الديار عام 1993 عندما استضافت العاصمة الأميركية واشنطن لقاء ميلان وتورينو، عادت بعدها لتلعب داخل إيطاليا قبل أن تعود إلى الخارج عام 2002 في طرابلس الليبية، وترددت أنباء عن استضافة الإمارات أو قطر نسخة هذا العام بين يوفنتوس وميلان في ديسمبر أو يناير المقبلين. كلاكيت ثاني مرة اعتمدت كأس السوبر السعودي رسميا مع بداية عام 2012 لتجمع الشباب بطل الدوري بالأهلي بطل كأس الملك، بيد أنها ألغيت لاحقا لضيق الوقت، بحسب تبرير اتحاد كرة القدم، ليشهد مطلع موسم 2013 أول مباراة سوبر رسمية بين الفتح بطل الدوري والاتحاد بطل كأس الملك، وشهد العام الماضي اختيار ملعب "لوفتس رود" في العاصمة البريطانية لندن ليكون مسرحا لأول سوبر سعودي خارج الحدود، وشجع نجاح اللقاء المسؤولين على تكرار التجربة ليستضيف نفس الملعب نهائي هذا العام بين الأهلي بطل الدوري ووصيفه الهلال. عادة فرنسية اختار اتحاد كرة القدم الفرنسي تونس وطنجة لاستضافة نسختي كأس السوبر المحلية 2010 و2011، واعتاد بطلا الدوري والكأس الفرنسيان على اللعب خارج الحدود في الأعوام الأخيرة، ولم تجر مباراة السوبر منذ عام 2009 داخل فرنسا، بل لعبت في كنداوتونس والمغرب والولاياتالمتحدة والغابون والصين، كما كان للأتراك نصيب في إقامة السوبر المحلي خارج الحدود، وتحديدا في ألمانيا أعوام 2006 و2007 و2008، إلا أن الفكرة لا يبدو أنها راقت لمسؤولي كرة القدم هناك، فعادوا إلى إقامتها داخل تركيا.