تمسك ناشطون سياسيون في محافظة تعز بخيار المقاومة المسلحة، كحل وحيد لتخليص مدينتهم من الحصار الذي تفرضه عليها ميليشيات الحوثيين الانقلابية، وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح، منذ عدة أشهر، منعت خلالها إدخال الأغذية والمساعدات الإنسانية، والأدوية والمعينات الطبية التي أرسلتها هيئات دولية ودول مانحة. ونظّم سكان المدينة مظاهرة حاشدة، دعوا فيها الوفد الحكومي المشارك في مفاوضات السلام الدائرة حاليا في الكويت إلى العودة وعدم إضاعة الوقت في مفاوضات بدون جدوى، مؤكدين أن كل هذه المحاولات لن تفضي إلى نتيجة إيجابية، بسبب عدم التزام الانقلابيين طوال الفترة الماضية بأي اتفاق يتم التوصل إليه لإيجاد حلول سياسية. كما جددوا استعدادهم للمشاركة في أي جهود تتبنى الحسم العسكري، في ظل مماطلة الانقلابيين ورفضهم الالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، الذي يقضي بتسليم الميليشيات الانقلابية أسلحتها وانسحابها من المدن الأولى كخطوة أولى في طريق إحلال السلام وعودة الدولة ومؤسساتها الشرعية. قال الناشط في المقاومة بتعز، حسن العبسي، إن الانقلابيين يشاركون في مفاوضات الكويت وهم يضمرون في أنفسهم النية لإفشالها، ولا يريدون منها سوى كسب الوقت لتحسين وضعهم العسكري على الأرض، وأضاف في تصريحات إلى "الوطن" "الانقلابيون دأبوا على الخداع، ولوحظ أنه خلال مشاركاتهم السابقة في مشاورات السلام يكثفون اعتداءاتهم على المدنيين، ويتلقون الدعم العسكري الذي توفره لهم إيران عن طريق التهريب، ويسعون لتحريك قواتهم وكسب أراض جديدة، لذلك فإن مشاركة الحكومة في هذه المفاوضات كثيرا ما تأتي بالسلب على ما تحقق من إنجازات بأيدي المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الوطني. وإذا ما تم تغليب الحل العسكري واتخاذه أداة لتحرير البلاد من الاحتلال الحوثي، فسوف يتحقق ذلك في وقت قريب، وعندها سوف يبادر الحوثيون أنفسهم إلى طلب الجلوس إلى مائدة التفاوض لإنقاذ أنفسهم، كما حدث خلال الحروب الست التي خاضوها سابقا ضد الدولة".