أشار سياسيون يمنيون إلى أن بلادهم ليست بحاجة إلى جنود أميركيين لمحاربة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، مشيرين إلى أنه إذا كانت الولاياتالمتحدة عازمة حقا على استئصال عناصر التنظيم المتطرف من المنطقة، فإن السبيل الوحيد لذلك هو دعم الحكومة في اليمن، ومساعدتها على استعادة الشرعية التي اغتصبتها جماعة الحوثيين المتطرفة وحليفها المخلوع علي عبدالله صالح، وتقديم العون لها حتى تتمكن من بسط سيطرتها على كل المدن والمحافظات. وأنه بإمكان الجيش الوطني، إذا توفرت له الظروف المواتية، وتم إمداده بالأسلحة المناسبة أن يقضي على الانقلابيين في وقت وجيز، مشيرين إلى أن عدم توفر حاضنة اجتماعية لهم في اليمن يجعل هزيمتهم سهلة وميسورة. نتائج باهرة أشار الناشط السياسي في محافظة حضرموت، سليم باناعمة، إلى النتائج الباهرة التي حققتها قوات المقاومة الشرعية وعناصر الجيش الوطني، بدعم كبير وفرته طائرات التحالف العربي، خلال شهر أبريل الماضي، في حربها ضد المتطرفين في حضرموت وأبين، وأضاف في تصريحات إلى "الوطن" "القوات الموالية للشرعية وجهت ضربات قاصمة للمتشددين الذين ظلوا يسيطرون لعدة أشهر على محافظة حضرموت، وخصوصا عاصمتها المكلا، وبعد أن ظنوا أنهم تمكنوا من ترسيخ أقدامهم والسيطرة على المحافظة إلى الأبد، اقتلعتهم المقاومة في ساعات محدودة، وتمكنت من تشتيت صفوفهم وهزيمتهم بصورة تامة، حتى المواطنين شاركوا في تلك الجهود، وقاموا بمشاركة الجيش في مطاردة المتطرفين الذين لاذوا بالفرار، ولم يقبل أي من الأهالي بإيواء العناصر الإرهابية، وهذا يثبت أن وجودهم داخل المدن والمحافظات ليس ممكنا، لأن طبيعة الشعب اليمني التي ترفض الغلو والتشدد، وتتبنى التسامح والوسطية ترفض وجودهم". مساعدة الشرعية أكد القيادي في المقاومة الشعبية بمحافظة تعز، عادل جميل، أن الولاياتالمتحدة يمكنها توفير عناصرها وجنودها، والقيام بجهد دبلوماسي يسهم في عودة الشرعية، كمدخل لفرض الاستقرار والأمن، ومن ثم دفع جهود القضاء على تنظيم القاعدة. وقال "ليس بإمكان عشرات الجنود الأميركيين أو حتى المئات منهم هزيمة عناصر التنظيم، لأن هؤلاء لا يخوضون حربا مباشرة وليست لديهم الجرأة على المواجهة، لذلك يلجأون إلى أسلوب حرب العصابات، ويعتمدون على زرع القنابل وتفخيخ السيارات. كما أن طبيعة اليمن الجغرافية وتركيبته السكانية والقبلية تحد من قدرة الجنود الأميركيين على الحركة، وإذا كانت واشنطن تريد فعلا استئصالهم فليس أمامها سوى دعم جهود الحكومة الشرعية، وفرض تسوية سياسية تنهي الانقلاب، وفي هذه الحالة يمكن للحكومة أن توجه جهودها وقواتها لاستئصال الإرهابيين". الارتباط بالمخلوع أضاف جميل "هناك ارتباط وثيق بين عناصر الإرهاب والمخلوع علي عبدالله صالح، الذي فتح أمامهم مخازن الجيش اليمني وأمدهم بما يحتاجونه من أسلحة وذخائر، وهويات مزورة يستخدمونها لتسهيل حركتهم وتنقلهم بين المحافظات. وهذه الحقائق معلومة للحكومة ولجميع اليمنيين، وهناك اعترافات موثقة للعديد من العناصر الإرهابية التي تم توقيفها خلال الفترة الماضية. وهي اعترافات تثبت أن صالح أراد استخدامهم لإحداث حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في المحافظات التي تم تحريرها وعادت إلى حضن الشرعية، إضافة إلى اغتيال رموز الأم والمسؤولين في تلك المحافظات. لذلك لا توجد إمكانية لهزيمتهم ما لم يتم القضاء على صالح وإنهاء دوره السياسي وتقديمه لمحاكمة عاجلة".