حين ترتاد عددا من أسواق الماشية بالرياض, ستسمع بين الحين والآخر أصوات "المحرّجين" وهم يردّدون بمكبرات الصوت " قصّابة ... قصّابة ... قصّابة" وماهي إلا ثوان حتى يجتمع حولهم عدد من العاملين في محلات الملاحم "القصّابة" وبعض عمالة المطاعم لمعاينة ما يعرض في المزاد, لتصطدم بمنظر المعروض من أغنام هزيلة شارفت على النفوق ولم يتبق منها إلا "جلد وعظم" وتباع بمبالغ زهيدة, يظفر بها العمالة ويقتادونها بحذر بالغ لسياراتهم أو ل"قصاّب" غير نظامي لذبحها وسلخها لتكون بعد ساعات معروضة ب"الكيلو" في الملاحم, أو كوجبات "كباب وشاورما" في بعض "مطاعم المشاوي". وتتكرّر هذه الصورة اليوميّة في أسواق الماشية, حيث لا يكاد يمرّ يوم دون عرض مثل هذه الأغنام بقسميها "الضأن والمعيز" التي يجلبها للسوق البعض ممن فقدوا ضمائرهم، ويقبل عليها "زبائن خاصّون" مستغلين رخص أسعارها لتكون "صحة المستهلك" آخر اهتماماتهم. وفيما أكدت أمانة الرياض كشفها لمثل هذه الحالات التي وصفتها بأنها "قليلة جدا" وتطبق الأنظمة بشأنها, إلا أن عددا من المواطنين قالوا إنها كثيرة وإنها تتكرر فى معظم أسواق الأغنام بالرياض.