في الأسابيع الأولى من كل عام دراسي جديد يتكرر مايسمى في الوسط التعليمي في منطقة الباحة عزومة المدرسين الجدد، وهذه المناسبة كما يقول منسوبو التربية في المنطقة واجب اجتماعي وتربوي يحرص عليه المعلمون القدامى في المدرسة للترحيب بالزملاء الجدد من المعلمين الذين انضموا اليهم في العام الجديد، كما تعد في الوقت نفسة أيضا فرصة لتوديع معلمين آخرين انتقلوا من المدرسة الى مدارس أخرى. في احدى الاستراحات في محافظة المخواة التقينا مجموعة كبيرة من المدرسين الذين جاءوا من سراة منطقة الباحة، وذلك لتناول طعام العشاء هناك الذي أعد احتفاء بالمعلمين الجدد. يقول المعلم أحمد الغامدي "دأبنا في منطقة الباحة وهذا موجود ايضا في كل الاوساط التربوية في المملكة كما أعلم على تقديم عزومة بداية كل عام دراسي جدد، وذلك ضيافة غير مردودة للمعلمين الجدد الذين انضموا الينا مؤخرا، كما أن العزومة تعد توديعا ايضا لزملاء تركوا المدرسة، وانتقلوا الى مدارس أخرى . ويقول محمد جمعان الزهراني "مناسبة الاحتفال بالمعلمين الجدد تعد واجبا دينيا وتربويا، فإكرام الضيف واجب، سواء جاء في مدرسة ليصبح أحد مكوناتها، أم جاء الى المنزل، فإكرامه من أولويات المسلم، وقد حث على ذلك الرسول عليه الصلاة والسلام". ويرى طارق الزهراني أن "إقامة هذا التكريم وهذه الضيافة للمعلمين الجدد المنضمين مؤخرا الى المدرسة يصب في خانة العرف الاجتماعي الذي تعارف عليه الوسط التعليمي، وفيه تأليف للقلوب، وزيادة في التلاحم بين منسوبي المدرسة، مما ينعكس أثره على العلاقات الاجتماعية التي تنشأ بينهم". ويشير عبد الله محمد الغامدي (مدير المدرسة) إلى أن هذا الفعل ينعكس على العملية التربوية يقول الغامدي : الاستقبال الجيد واكرام الضيوف الجدد على المدرسة يعد هدفا تربويا واجتماعيا له انعكاسه المثمر على العملية التربوية داخل المدرسة فاكرامهم يعزز الثقة ويؤلف القلوب ويزيد الاحترام والتقدير بين الاسرة التعليمية . ويقول أحمد السهيمي أن صور تلك العزومة تتعدد، فهناك من يجعلها مسائية في المدرسة، ومنهم من يفضل أن يضرب لها موعدا في أحد مطاعم الحنيذ والمندي المشهورة، ومنهم من يجعلها رحلة خلوية في ضواحي المدينة يشارك بها الجميع، حيث يشاركون في إعداد وجبة العشاء للمحتفى بهم. أما المعلم عبدالعزيز جابر فيرى أن هناك مفهوما خاطئا لدى بعض المعلمين مفاده أن على المعلمين الجدد الذين أكرموا بهذه الضيافة ردها، وهذا يحصل كثيرا في بعض المدارس، ولكن الصحيح أن ذلك ليس لزاما عليهم، والكثير من المضيفين الذين يعرفون الواجب والعادات القبلية يرفض رد تلك العزومة من قبل المدرسين الجدد، لأن ماقدم لهم يعد واجبا لامناص منه، ولو قبل الرد من المعلمين المضيفين لما عد مافعلوه اكراما لضيوفهم .