لم تجتمع الأديان على أمر كما اجتمعت على حفظ كرامة الإنسان وحياته، ولم تجتمع الأمم والحكومات كما اجتمعت على سلامة الإنسان وحياة الأنفس لتصبح كرامة النفس وحياتها العامل المشترك الذي يجمع الدين والسياسة في حياة الشعوب، لذلك حاربت وبشراسة كل ما يتسبب في ذلك، ولعل المخدرات هي الحلقة الأقوى والمضادة لحياة الشعوب وتطورها، والتي اجتمعت كل حكومات العالم على محاربتها، ولعل حكومة المملكة العربية السعودية هي الأكثر حرصا على سلامة الناس وحياتهم، كونها تمثل مُثل الإسلام الذي يرتكز على قاعدة إنسانية تجسد دور العبادات في حفظ كرامة الإنسان وحياته، نحو بناء إنسان قوي يستطيع بناء وعمارة الأرض التي أمر الله بعمارتها، وهي الأمور التي تتعارض مع مستخدمي ومدمني المخدرات. لذلك كانت الدولة حريصة على ذلك فقامت بإنشاء المراكز المتخصصة لمكافحة هذا الوباء الخطير والمدمر للإنسان وحياته ومجتمعه، فهو آفة لا يقتصر تأثيرها على الفرد نفسه، وحسب وإنما كل من حوله بطرق مباشرة وغير مباشرة، تماما كنشاط المفاعلات النووية التي تنتشر، لا تبقي ولا تذر، فهي إرهاب من نوع آخر يقضي على الفرد وأسرته ومجتمعه، لدرجة أصبح هناك من يفتعل أي حماقة ولو رهن أو بيع أغلى ما يملك من أجل الحصول على المخدر، سواء كان من المخدرات المنشطة أو المثبطة أو تلك التي تعطي المستخدم وقتا محدودا من وهم الوناسة والانبساط ثم تزول، ليبحث عن تناولها مرة أخرى وأخرى حتى يصبح الشخص مدمنا لا يستطيع التوقف عن تناولها أو استخدامها كالكبتاجون "الحبوب" أو الحشيش أو الهيروين أو الحقن... الخ، التي يتناولها الفرد ظنا منه أنها ستكون مؤقتة أو لحل مشكلة أصابته أو للتخلص من ضغوطات الحياة، ويصطاد تجار بيع الوهم تلك الشريحة للترويج لها، ناهيك عن الشريحة الأكبر من الشباب الذين يغرر بهم تجار بيع الوهم المخدراتي وأصدقاء السوء للنيل منهم، لتجد بعضهم قد يدفعون ثمن الحصول عليها من كرامتهم أو ارتكاب أي حماقة مهما كانت كمقابل للحصول على ذلك المخدر. الأمر الجلل الذي جعل الحكومة تقوم ببناء مراكز العقاب والعلاج والتوعية التي تقدم دورا كبيرا وفعالا في التصدي لها، ولعل برنامج نبراس المشروع الوطني للوقاية من المخدرات الذي يقدم دورات توعوية وتدريبية وفعاليات تصل إلى الشارع العام للوصول إلى الشريحة الهدف، فهي بالفعل اسم على مسمى لتبقى نبراسا في حياة الإنسان السعودي والعربي لبناء إنسان منتج وإيجابي يبني بمعوله كرامته وسمعة دينه وحياة أهله وبناء مجتمعه وحضارة وطنه، ويجمع بها بين سعادة حياة دنياه وآخرته.