ترى الكثير من الأسر ضرورة كبيرة لوجود الخادمة في المنزل، وإذا ما سألت عن سبب تلك الضرورة تكون الإجابة بأن الخادمة ستخفف أكثر من 90% من أعباء الأعمال المنزلية عن كاهل الزوجة. ودائما ما تكون الزوجة هي المتهم بالإصرار على استقدام خادمة للعمل بالمنزل بغض النظر عن مدى الحاجة الفعلية لها أو ما يتكبده الزوج من أعباء مادية في عملية الاستقدام ودفع الراتب الشهري. وعلى الرغم مما تقدم إلا أن الواقع يشير إلى أنه في كثير من الأحيان يكون الرجل هو المتمسك باستقدام الخادمة للمنزل مؤكداً على حاجته لها، بينما تكون الزوجة سبباً رئيسيا في إنهاء عمل الخادمة قبل مرور مدة التعاقد وإعادتها إلى بلدها وهو ما يرجعه بعض الرجال إلى غيرة الزوجة وقلقها من حسن التعامل المتبادل بين الزوج والخادمة. ويقول مواطن (رفض التصريح باسمه حرصاً على مشاعر زوجته ) أنا الآن أكثر حاجة للخادمة في تأمين احتياجاتي داخل المنزل من زوجتي ومن أولادي وهذه حقيقة لا أنكرها وصرحت بها في العلن لزوجتي ولغيرها. ويضيف تجدني متعكر المزاج وأقلب البيت "فوق تحت" عندما تغادر الخادمة المنزل في إجازة لبلدها أو لخروج نهائي لأنه ببساطة يتغير كل شيء في المنزل للأسوأ من نوعيات الطعام و النظافة وتختفي الضحكة والبسمة ويحل بدل ذلك الصراخ والهواش. ويضيف أنا لا أقصد خادمة بعينها بل كل خادمة أستقدمها. وعن أسباب هذا التعلق يقول هو "غير شخصي" ولكنه نابع من الرغبة الملحة في الحصول على خدمة جيدة داخل المنزل لي ولضيوفي ولأولادي. ويتساءل كيف لا أحرص على أن تكون في بيتي خادمة باستمرار؟ وأنا أعتمد عليها من بداية اليوم إلى نهايته فتجدها تترقب يومياً صوت فتح باب غرفة نومي لتقدم الفطور وأجد بدلا من الثوب خمسة ثياب مكوية وجاهزة للبس وهذا هو عملها طوال اليوم. أما المواطن أبو مهند "رغم أن زوجتي لا تعمل إلا أننا بصراحة نفتقد أنا وأولادي وبناتي الخادمة عندما تغيب أكثر من افتقادنا للزوجة رغم احترامي للأمومة وعواطفها ولحاجتي للزوجة. فقبل أن يكون لدينا خادمة كنت أشعر بنوع من التوتر داخل البيت كلما عرض لي ضيف، وذلك على العكس من الحال بعد وجود الخادمة فحتى زوجتي أصبحت تفرح بمقدم الضيوف بعد أن كانت تتذمر من كثرتهم. ويضيف أصبحت بعد الخادمة "حاتم الطائي" بعد أن كنت "أشعب" ورغم اعتراف السيدات الموظفات وربات البيوت بأن الخادمة مهمة جدا وشيء أساسي في المنزل (حسب قولهن) إلا أن الأمر يتغير إذا ما تعلق بالزوج. فبسؤال المعلمة مريم حمد عن مدى حاجة زوجها للخادمة أجابت في البداية وبغضب "وش دخله بها "، ثم تراجعت لتقول بصراحة "نعم يحتاجها" وأنا أقدر ذلك بل إني أحاول أن أجعله يعتمد في طلباته في المنزل عليها أيام الدوام لانشغالي بالتحضير وتأخري في المدرسة أيام المناوبات والاختبارات وإن كنت أحياناً أنفي ذلك أمام السيدات وأدعي أنني من يقوم على خدمة زوجي وهذا فيه مخالفة للحقيقة. وتعترف مريم بأنها تراقب سلوك الزوج تجاه " الخادمة الإندونيسية". وتقول إن زوجها يعرف بتلك المراقبة بل تستهويه هذه المراقبة وإن كنت أثق في أنه لن تتطور مشاعره تجاه الخادمة حتى وإن كانت تقاسمني تقديم ما يحتاج له. وتقول أم ريم "في الأربعينات من عمرها " : استعنت بأكثر من 8 خادمات ومن مختلف الجنسيات، ولكنني لا أرضى بأن تفعل الخادمة أي شيء لزوجي ولو اضطربت لأن أكلفها مثلاً بعمل الشاي لزوجي تجدني أنا من يقدمه له أو أحد أولاده أو بناته. وتضيف من حرصي في التعامل مع الخادمات لا أفضل تناول الطعام من أيديهن وتجدني عندما أمرض أطلب وجبات الطعام من مطعم ولا أجعل الخادمة تطبخ رغم أني أعرف أنها ماهرة في ذلك.وتضيف استقدمتها للتنظيف وغسيل الملابس أما فيما يتعلق بالطعام واحتياجات الزوج فأنا زوجته وليست الخادمة. أما أم مشاري "جامعية لا تعمل ومتزوجة حديثاً" فتقول ليس لدي خادمة وأتمنى وجودها رغم أني لا أعمل لذا سأستقدم واحدة كبيرة في العمر ولا مانع عندي أن تقدم لزوجي ما يحتاج له حتى وإن رق لها كسيدة كبيرة " ويؤكد استشاري الطب النفسي الدكتور هشام عافانا إمكانية تعلق الزوج بالخادمة بسبب الخدمة التي تقدمها له والتي غالباً ما تكون أكثر وأفضل مما تقدمه الزوجة، وفي النهاية يكون الزوج والزوجة هما الخاسران وليست الخادمة التي ستتسلم راتبها وتذهب. ويضيف الخدمات التي تقدمها الخادمة قد تحسس الزوج بفراغ عاطفي وتباعد العلاقات العاطفية بينه وبين زوجته كما أنها تفعل ذلك مع الأم وأطفالها فالخادمة هي من تعطيهم الاهتمام والحنان الذي يفتقدونه مع الأم. وعن الجانب النفسي يقول هو "جانب عاطفي" إذا افتقده الرجل في زوجته ووجده عند الخادمة تمسك بها وهذا من أسباب خيانة الرجل أحياناً لزوجته مع الخادمة، وكل ذلك يرجع للزوجة لإهمالها لزوجها وبيتها واعتمادها على الخادمة في كل شيء فتكون الخيانة هي ضريبة الإهمال.