رسمت الرشاقة المنشودة والتخلص من السمنة المفرطة خارطة الطريق ل68% من المواطنين الذين يعانون زيادة الوزن والسمنة، وذلك خلال 4 طرق للتخلص من هذه المشكلة، إلا أنها لا تناسب الجميع، وربما تختلف من شخص إلى آخر، وهي جراحات تدبيس المعدة بأنواعها الثلاثة: التكميم، وتحويل المسار، وحزام المعدة، وجراحات بالون المعدة. تراكم الدهون تؤكد الدراسات أن أكثر الدهون تتراكم في منطقة البطن، وتؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكوليسترول والسكري وأمراض القلب، وأن التهاب حصوات المرارة تكثر لدى الأشخاص البدناء، وعند الأشخاص المصابين بما يعرف ب"الكرش"، كما أن السمنة وزيادة الوزن تؤثران على عمل الرئتين. وأوضحت الدراسات والأبحاث أن أسباب زيادة الوزن والسمنة التي يعانيها حوالي 68% من سكان المملكة، بناء على إحصاءات منظمة الصحة العالمية، هي الإسراف في تناول الطعام الغني بالدهون والسعرات الحرارية، وابتلاع الهواء خلال تناول الطعام نتيجة الأكل بسرعة، والتدخين بأنواعه، وتناول وجبة دسمة آخر النهار، والنوم بعد تناول الطعام، وعدم ممارسة التمارين الرياضية، إضافة إلى الكسل والخمول. نوعان رئيسيان تنقسم جراحات معالجة السمنة "جراحات المعدة" إلى نوعين رئيسيين، هما: تدبيس المعدة، والذي ينقسم إلى عدة أنواع يأتي في أشهرها تكميم المعدة، وهو قص جزء من المعدة والتخلص منه عن طريق المنظار، كما يعدّ من أشهر أنواع تدبيس المعدة جراحة تحويل المعدة عن طريق تصغير المعدة باستئصال جزء منها، وتحويل مسار الطعام إلى الأمعاء مباشرة، وأخيرا يأتي حزام المعدة كنوع من أنواع جراحات التدبيس، إذ يتم وضع حزام المعدة القابل للتعديل حول القسم العلوي من المعدة، بحيث تشبه المعدة الساعة الرملية في شكلها. ويأتي ثاني أنواع جراحات المعدة بالون المعدة، وهو من أكثر أنواع جراحاتات المعدة طلبا، إذ يتم إدخال بالون ناعم قابل للتوسيع عن طريق الفم، ويتم توسيعه بالسائل المعقم وهو داخل المعدة.
تحويل المسار تعد من أصعب جراحات السمنة وأكثرها فعالية على الإطلاق، فهي تشمل استئصال جزء كبير من المعدة، مما يسبب التضييق للمعدة، ويشمل تحويل المعدة إلى جيب صغير وتوصيلها بالأمعاء الدقيقة، وتوصيل الأمعاء الدقيقة ببعضها لإحداث خلل في امتصاص المعادن والفيتامينات، مما يتطلب أن يستمر المريض تحت الرقابة والمتابعة الطبية طوال حياته، ويتم تعويض الحديد والفيتامينات عن طريق الحقن، إذ لا يمكن امتصاصها، كما تمتاز هذه الجراحة بإنقاص الوزن.
شروط الجراحات قال عدد من الأطباء المختصين في علاج السمنة وجراحات المعدة ل"الوطن"، إن هناك مواصفات عالمية هي التي تحدد المريض الذي يجب أن تُجرَى له إحدى جراحات السمنة، وهي معامل كتلة الجسم "نسبة بين الوزن والطول"، إذ أوضح الأطباء أنه يوجد وزن معين لا يصلح معه أي نظام غذائي أو تمارين رياضة، وبالتالي فإن ذلك المريض مؤهل لإجراء إحدى جراحات السمنة، وأن أقل معدل كتلة للجسم الذي يتم العمل به هو 35، كما أنه يوجد بعض المرضى يعتقدون أنهم غير مؤهلين لجراحات المعدة، لأنهم مصابون بأمراض السكر والقلب، ولكنه لا مانع من إجراء عمليات السمنة لهؤلاء المرضى بل على العكس، تنقذ الجراحة حياتهم وتشفيهم من أمراض السمنة المرضية. وحول المخاطر لتلك الجراحات التي أصبحت منتشرة وبشكل كبير، أكد الأطباء أن مخاطر جراحات السمنة تختلف من جراحة إلى أخرى، وهي مخاطر عامة للجراحات، مثل الالتهاب والنزيف، والجلطات، والمشكلات التنفسية، والجلطات الوريدية والرئوية، وهى بصفة عامة أكثر لدى مرضى السمنة المفرطة من غيرهم.
حزام المعدة يتم في هذه الجراحة وضع حزام المعدة القابل للتعديل حول القسم العلوي من المعدة، بحيث تشبه المعدة الساعة الرملية في شكلها، بحيث يبقى ممرا صغيرا يسمح بمرور الطعام خلاله، وعند تناول الطعام يأكل الشخص كمية قليلة من الطعام، لأن حجم المعدة بات صغيرا، ويمر الطعام ببطء من القسم العلوي من المعدة إلى القسم السفلي منها. ولدى امتلاء القسم العلوي من المعدة بالطعام، تصدر تنبيهات من المستقبلات الموجودة في القسم العلوي من المعدة إلى الدماغ ،فيشعر الشخص بالشبع الذي يستمر وقتا طويلا، رغم أنه تناول القليل من الطعام، وفي هذا النوع من الجراحات لا تتغير المعدة من الناحية التشريحية.
التكميم والبالون في جراحة التكميم يتم تدبيس المعدة واستئصال 80 % منها، وجعلها في شكل أنبوبة، وهى فعالة لأنه يتم فيها استئصال جزء من المعدة مسؤول عن إفراز هرمون الجوع، كما أنها لا تخل بالامتصاص أو وظيفة المعدة على الإطلاق، ولا يحتاج المريض إلى رعاية طبية مستمرة. أما جراحة بالون المعدة، فتعدّ من الطرق غير الجراحية، بالتزامن مع اتباع نظام غذائي صحي، كي يساعد في تحقيق الفوائد الصحية المتعلقة بفقدان الوزن، وهو عبارة عن بالون ناعم قابل للتوسيع يتم إدخاله في الفم، ويتم توسيعه بالسائل المعقم، وهو جهاز صناعي للنفخ، كثيرا ما يستخدم وسيلةً مساعدة مؤقتة للأفراد الذين يعانون السمنة المفرطة، فهو حل قصير المدى من أجل مواجهة التحديات الفردية في فقدان الوزن.