عبدالله الزهراني يعتبر مرض سرطان القولون والمستقيم من أكثر أنواع الأورام شيوعا في السعودية، حيث إنه يعد الأول بين الرجال والثالث بين النساء وفقا لمعدل الإصابة بالأورام في المملكة، ومن أهم ما يتبادر لذهن المريض عندما يصاب بسرطان القولون أو المستقيم هو السؤال عن سبب هذا النوع من السرطان، ونقول إنه لا يوجد سبب محدد، ولكن هنالك عوامل يتعرض لها المريض على فترة زمنية قد تكون طويلة، ومن أهمها أنواع الأكل غير الطازج، والذي يضم كثيرا من الحوافظ والسمنة وطريقة الحياة التي لا يبذل فيها نشاط رياضي. معظم حالات سرطان القولون عادة ما تصيب الإنسان فوق سن الخمسين، فالسن هو أهم العوامل، كلما زاد الإنسان في عمره كلما كان أكثر عرضة للإصابة بالسرطان عموما، وسرطان القولون والمستقيم على وجه الخصوص، ومما يجدر ذكره فإن خمسة بالمائة فقط من سرطان القولون والمستقيم، هو بسبب العامل الجيني، ويكون المريض وقت الإصابة في هذه الحالة في سن أصغر. وعلى الرغم من حدوث تطور كبير في أساليب تشخيص وعلاج سرطان المستقيم، إلا أنه ما زال هناك العديد من مواطن الاختلاف بين الخبراء والمختصين في علاج هذا النوع من الأورام. ومن هذا المنطلق، نظم مركز الأورام بمدينة الملك عبدالله الطبية في العاصمة المقدسة، ندوة علمية ناقش فيها آخر المستجدات في علاج سرطان المستقيم تحت عنوان "مواطن الخلاف في علاج أورام المستقيم". وشارك في هذه الندوة العديد من الأطباء والاستشاريين المختصين بعلاج أورام الجهاز الهضمي من مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة ومستشفى الحرس الوطني بجدة ومستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، وآخرين في المنطقة الغربية. وتضمن هذا الاجتماع العلمي عدة محاضرات ألقت الضوء على الوسائل العلاجية المختلفة، وكيفية اختيار ما يناسب المرضى السعوديين، إضافة إلى ذلك دارت عدة حلقات نقاشية تركزت على مواطن الاختلاف في إعطاء العلاج الكيمائي التكميلي بعد الجراحة، وكيفية اختيار المرضى الأكثر قابلية للاستفادة من هذا العلاج، وتجنب استخدامه للمرضي الذين لا يحتاجون هذا العلاج، لما له من آثار جانبية وعدم وجود فائدة منه لهم. واختتم الاجتماع العلمي بإجراء تصويت بين الخبراء المختصين، حيث تم اختيار الطرق الأفضل للعلاج باختلاف حالات المرضى ومرحلة المرض، وانتهى المشاركون إلى إصدار عدة توصيات لمساعدة الأطباء المعالجين لأورام المستقيم في المملكة في انتقاء العلاج الملائم للمرضى. ومن أهم التوصيات التي أجمعت عليها لجنة التصويت وهي تضم عشرة استشاريين متخصصين في علاج سرطان القولون والمستقيم، أن العلاج الاحترازي بعد الجراحة لسرطان المستقيم، يجب أن يعطى في معظم حالات سرطان المستقيم إلا في حالات قليلة جدا، خاصة تلك الحالات التي يكون فيها استجابة كاملة للعلاج الإشعاعي والعلاج الكيماوي قبل الجراحة، وبالذات إذا كان هناك استجابة كاملة لنسيج المرضى الذي يفحص بعد إجراء العملية الجراحية، ففي هذه الحالات يفضل أن لا يعطى العلاج الاحترازي، لأن ذلك قد لا يعطي فائدة كبيرة للمريض.