وقع وزير الإسكان ماجد بن عبد الله الحقيل أمس في عاصمة كوريا الجنوبية سيؤول، مذكرة تفاهم بين وزارة الإسكان ووزارة الأراضي والنقل والبنية التحتية في كوريا الجنوبية. وتأتي هذه المذكرة بناء على الموافقة التي صدرت من مجلس الوزراء بموجب الأمر السامي الكريم رقم 24121 وتاريخ 16/ 5/ 1437، التي صدرت إنفاذا لتوجيهات الملك سلمان بن عبد العزيز، بتسريع ملف الإسكان من خلال الاستفادة من التجارب الدولية في كيفية الحصول على عدد كبير من الوحدات السكنية في أزمنة قصيرة نسبيا، وكذلك العمل على دعم وزارة الإسكان بروافد مالية تساعدها على تمويل نفسها بشكل ذاتي لتقليل الاعتماد على الدعم الحكومي. تبادل الخبرات شملت مذكرة التفاهم على كل جوانب عملية صناعة الإسكان، كان على رأسها تبادل الخبرات في طرق البناء السريعة التي تساعد على تقديم منتجات سكنية جاذبة، في أوقات زمنية قياسية، إضافة إلى آليات تشجيع الاستثمار في قطاع الإسكان، كما شملت المذكرة تنظيم ورش عمل مشتركة، وتبادل الزيارات بين المختصين من البلدين، وإقامة المؤتمرات والندوات التي تساعد وزارة الإسكان على عمل نقلة نوعية بمشيئة الله في تقديم منتجات سكنية تليق بالمواطن السعودي وتطلعاته. تطوير 100 ألف وحدة كان من أول ثمار اتفاقية التعاون بين البلدين، توقيع مذكرة تفاهم أخرى بين وزارة الإسكان وبين تحالف كوري سعودي لتطوير 100 ألف وحدة سكنية في السنوات العشر القادمة في شمال مدينة الرياض، حيث يتكون التحالف من ثلاث شركات، شركتان كوريتان هما شركة دايو وشركة هانوا، وشركة ثالثة سعودية هي شركة عبر المملكة سبك. وتعد شركة دايو من الشركات العملاقة على المستوى العالمي، تأسست منذ أكثر من أربعين عاما، وتوجد في 30 دولة ولديها قوة كبيرة في إدارة المشاريع وبناء الضواحي والمدن الصغيرة، وقدمت حلولا إسكانية عملية في كل من ماليزيا وليبيا وغيرها، وقد حصلت على المركز الأول لمدة سبع سنوات في تطوير المساكن. تحالف سعودي كوري سيعمل التحالف السعودي الكوري على تحقيق تطلعات وزارة الإسكان وترجمتها على أرض الواقع، حيث سيقوم التحالف بترتيب كل عمليات التمويل والتطوير والتسويق والبناء والتشغيل والصيانة، وسيكون هذا المشروع مثالا يُحتذى به في المدن ذات الاستدامة والاكتفاء الذاتي، حيث يحتوي المشروع إضافة إلى المائة ألف وحدة سكنية، على مجمعات تجارية ضخمة وحدائق ومتنزهات ومرافق حكومية وعلى خدمات تجارية متميزة، وتعمل وزارة الإسكان على أن يكون هذا المشروع مثالا يحتذى به في كل المشاريع التي ترعاها الوزارة. وتأتي المذكرات كنتيجة لمتانة الاقتصاد السعودي وثقة الشركات العالمية فيه وخصوصا القطاع العقاري، حيث ستقوم الشركات في الاستثمار في تنفيذ هذه المشروع، وقد اطلع معالي وزير الإسكان والوفد المرافق له على بعض التجارب الكورية الناجحة، وزار عدد من المشاريع للشركتين، واستمع الجميع إلى شرح مفصل من معالي الوزير الكوري عن هذه التجارب. يذكر أن التجربة الكورية كانت محط أنظار الكثير من المراقبين لقطاع الإسكان، حيث استطاعت تقديم حلول عملية ساعدتها على تشجيع القطاع الخاص بتولي عملية الإسكان، وجذب الاستثمارات المتعددة لهذا القطاع، وبالتالي تفريغ الوزارة لسن القوانين والتنظيمات لهذا القطاع.