أثارت اعترافات الموقوف الفلسطيني، نعيم عباس، أمام المحكمة العسكرية، بتورط نظام الأسد في عدد من العمليات الإرهابية بلبنان، ردود فعل واسعة في الدوائر السياسية، وعبر مراقبون عن مخاوفهم من أن تؤدي هذه الاعترافات إلى مزيد من تعقيد المشهد السياسي. وكانت المحكمة قد وجهت إلى عباس اتهامات بصنع المتفجرات من أجل استهداف قوات الأممالمتحدة، وبعض الأحياء المأهولة بالسكان، فيما اعترف عباس بطلب المخابرات السورية اغتيال رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، مشيرا إلى احتمال اغتيال أجهزة الأسد للواء فرنسوا الحاج، وسعيها للتخلص من وزير العدل، اللواء أشرف ريفي، أثناء توليه قيادة المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، كما أقر عباس بتصنيعه متفجرات داخل سيارات استهدفت الضاحية الجنوبية. وأشار النائب البرلماني عن تيار المستقبل، أحمد فتفت، إلى أن اعترافات عباس قد تؤدي إلى تداعيات كبيرة، مبينا أن الساحة اللبنانية أصبحت مستباحة بعمليات أمنية من حزب الله ومخابرات الأسد، اللذين يسارعان لاتهام المتشددين بكل ما يقومان به من جرائم، في حين أن القيادات المتشددة التي تنفذ بعض العمليات الأمنية والإرهابية هي خريجة السجون السورية، كما أنها وفقا لاعترافات عباس، ما زالت تتعامل مع مخابرات النظام في أمور عديدة. تهديدات حزب الله وأضاف فتفت أنه يمكن لحزب الله أن يقوم بأي عمل أمني داخل البلد بشكل علني ومعروف، دون أن يخضع للمساءلة والمحاسبة، إضافة إلى تهديده لكل من يتخذ مواقف حادة إزاء سياسته في لبنان والمنطقة، مبينا أن ذلك جاء نتيجة وجود السلاح غير الشرعي في لبنان، لاسيما ما تملكه ميليشيات الحزب، التي هي امتداد لأطماع إيران في المنطقة. وأكد فتفت أن اللبنانيين لن يعرفوا الاطمئنان في ظل استمرار وجود هذا السلاح، محملا حزب الله مسؤولية أي عمل أمني قد يحدث في الفترة المقبلة. إلى ذلك، فككت وحدات الجيش اللبناني أمس، عبوتين ناسفتين تم العثور عليهما في ساحة النجمة بطرابلس. وأفادت الوكالة اللبنانية للإعلام التي أوردت النبأ أن الخبير العسكري حضر إلى المكان وعمل على تفكيك العبوة ونقلها من مكانها، فيما تقوم الأجهزة المختصة بإجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة ملابسات وضع العبوة.