تشكّل التحويلات الخيرية، أي ما يسمى "الخُمس" مطمعا كبيرا لدى المرجعيات الدينية في الخارج، ما يدفعهم إلى استغلالها في أوجه عدة، من ضمنها دعم جهات مجهولة، أو استخدامها في أعمال مشبوهة، في ظل اهتمام العديد من مخرجيها من المملكة، بإرسالها في وقتها، وتجاهلهم مهمّة التأكد من وصولها إلى الأهداف التي يعنونها، كالمساعدة في الأعمال الخيرية، أو دعم الفقراء والمحتاجين لها. ودفع ذلك اقتصاديين للمطالبة بإكمال الحصار على إيران، الذي يضم الوقوف في وجه هذه التدفقات المالية، من خلال الأنظمة المصرفية، كذلك وقف الحوالات من وإلى إيران، بما يضمن قطع أي قناة تمويلية لمنظمات إرهابية. تعاملات خفيّة ورفع عمدة تاروت عبدالحكيم آل كيدار، الغطاء عن ما يدور خلف الكواليس من تعاملات خفيّة تتضمّن استغلال الأموال في دعم مرجعيات دينية في دول أخرى تشهد اضطرابات أمنية. وأوضح ل"الوطن"، أن هناك مجموعة من المراجع الدينية تدفع بتدفقات مالية إلى مرجعيات أخرى في كل من إيرانوالعراق وسورية، رغم أحقية الفقراء والمساكين بها. وذكر أنه بعد أن يتم إرسال الأموال إلى أحد المرجعيات يتم توزيعها عن طريق مواطنين مخصصين لنقل الأموال. ولفت إلى أنه من المفترض أن تلك الأموال التي تسمى "الأخماس" تذهب إلى داخل الوطن، مبديا معارضته لتصرفات بعض التجار الذين يرسلون تلك الأموال إلى هؤلاء المرجعيات في الخارج. وقال إن المواطنين يعتبرون ذلك مالا خاصا لأهل البلد، ويرفضون توجيهه للخارج، وأكد أن المواطنين لا يعلمون بتصرفات تلك المرجعيات سواء كانت في إيران أو العراق أو سورية، لأنهم قد يبعثونها إلى جهات داعمة للإرهاب أو الأعمال المشبوهة. مراقبة الخُمس وذكر الخبير الاقتصادي فضل البوعينين ل"الوطن" أن إيران معزولة بشكل كلي لأسباب مرتبطة بمخالفتها القوانين الدولية، مؤكدا أنه إذا استمر ارتفاع أعداد المقاطعين دبلوماسيا من الدول العربية لإيران يصل الأمر إلى إضعاف قدرات إيران الاقتصادية مستقبلا. مشيرا إلى أنها تعتمد اعتمادا كليا على محيطها في إدارة شؤونها الاقتصادية خاصة ما يتعلق بتغذية السوق المحلية من الاحتياجات الأساسية، أيضا تعتمد على الأسواق المجاورة وعلى العلاقات التجارية مع دول الخليج والدول القريبة منها والمقاطعة الاقتصادية ستكون قاصمة لإيران. وأكد البوعينين أن إيران تستفيد من الخليج في الزيارات التي يقوم بها الخليجيون في المناسبات الدينية، إذ تشكل رافدا سياحيا لها. وأوضح أن هناك عملات نقدية تدخل إلى إيران عبر الزوار، أيضا إيران تستفيد من التدفقات المالية التي يقوم بعض الخليجيين بتحويلها إلى مرجعياتهم بإيران لذلك ما يطلق عليه الخمس يشكل رصيدا ماليا مهما للمراجع الإيرانية، وبالتالي إن كان هناك تشديد ورقابة على التدفقات المالية الصادرة من الدول الخليجية إلى إيران سيؤثر على النظام الإيراني ويجب على الحكومات الخليجية أن تتنبأ بإيقاف التدفقات المالية بما يسمى "الخمس"، كذلك تفرض إعادته إلى الفقراء والمساكين داخليا وتوزيعه على الجمعيات الخيرية بدلا من نقله إلى إيران. حصار دولي رأى أستاذ علم الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، الدكتور حبيب تركستاني أن الخاسر الأكبر من المقاطعة هي إيران، لأسباب أهمها أن اقتصادها يعاني من ركود كبير، ولتوّه خارج من فترة حصار دولي نتيجة برنامجها النووي، فالمقاطعة الدولية مع إيران ستزيد من انحدار اقتصادها بشكل كبير جدا، وسيعاني من محدودية النمو، ويضعف التبادل التجاري معها، وتصبح المعاملات معها غير مباشرة ما يزيد تكلفة حركة النقل والشحن، ويرفع التأمين ما يجعل المواد المصدرة إلى إيران مواد ذات تكلفة عالية، ينعكس أثرها على حياة الناس داخل إيران.