أعاد تكريم الأمير خالد الفيصل الدكتور حسن باجودة والكاتب عابد خزندار إلى الواجهة مجددا، وأحيا جهود وأدوار باجودة التي ظل يؤديها في الحقل الأكاديمي على مدى أكثر من أربعة عقود في خدمة اللغة العربية والثقافة والبحث العلمي وإشرافه على مئات الرسائل العلمية في جامعة أم القرى وغيرها، كما أيقظ التكريم الالتفات للجهد الذي بذله خزندار في الترجمة ومقاربة خطابات العولمة من خلال تمكنه من لغات لاتينية هي (الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية). وعلى هامش ملتقى أدبي مكة الذي اختتم مساء أمس، اعتبر الدكتور محمد مريسي الحارثي باجوده أستاذه الذي تعلم منه الكثير، معرجا على مؤلفاته العديدة في اللغة العربية ومشاركاته العديدة في المناسبات الثقافية، بينما تطرق أحمد العطوي الذي أصدر كتابا عن عابد خزندار لأدواره كاتبا وناقدا ومترجما مستشهدا بإصداراته في الإبداع النقدي وترجماته، لافتا إلى أن خزندار يجنح إلى نقد ثقافة العولمة في دراساته ويتوقف عند عقلية القطيع في الثقافة الاستهلاكية كما يمارس نقد النظرة الفوقية لدى الغرب. وأثنت المداخلات على باجودة وخزندار وجهودهما الطويلة والإيجابية في الحراك الثقافي. من جهته، واصل الملتقى أمس جلساته، وحظيت الجلسة الثانية بمداخلات اتجه جلها نحو ورقة الدكتورة هنادي بحيري التي شاركت بورقة بعنوان (مسالك المثاقفة بين الائتلاف والمخالفة) حيث عاب عليها بعض المداخلين اللحن أثناء قراءة ورقتها، إضافة إلى ذكرها إحصائيات غير دقيقة عن عدد الكتب المترجمة إلى العربية، وتجاهلها الكتب المترجمة من العربية إلى لغات أخرى ودور سلمى خضر الجيوسي في هذا المجال. وتحدث الدكتور صالح رمضان عن نقل المعارف الأدبية والفكرية من اللغات الأوروبية إلى العربية مستعرضا الصعوبات المعرفية والنقل المعرفي في مجال الآداب ومناهج النقد الحديث وأثر المثاقفة من خلال تعريب المفاهيم الإجرائية. فيما تناول الدكتور سلطان القحطاني بعض الحواجز التي تقف حجر عثرة في سبيل الحوار وفهم الآخر ومنها الحواجز الثقافية والعقدية والمعرفية والترجمة وغيرها. وتطرق الدكتور محمد اللويش لاستقبال النقاد العرب نظرية النقد الثقافي والتفريق بين النقد الثقافي والدراسات النقدية الثقافية. واعتبر الدكتور عزت خطاب الترجمة علما أكاديميا قائما بذاته له نظرياته ومناهجه وتطبيقاته. أما الدكتور محمد التلاوي فتحدث عن تأثير المثاقفة على تكنيك الأصول للراوية الحوارية ورواية العبث والتشيؤ.