لم يمض غير عام واحد على تغريدة معلم، يطالب فيها وزير التعليم بتعيين الشباب في مدنهم وقراهم، تجنبا للحوادث المرورية المميتة، حتى لفظ هذا المعلم أنفاسه الأخيرة إثر حادث مروري على أحد الطرق في منطقة حائل أمس. وكان المعلم المتوفى عبدالرحمن محمد السويحل الشمري، غرد قبل عام برسالة إلى وزير التعليم، يطالب فيها بتعيين الشباب في مدنهم وقراهم، بجانب أبنائهم وسكنهم ونقلهم حسب رغباتهم، مشيرا إلى أن حوادث الطرق والوفيات كثرت بسبب التعيين في قرى بعيدة، مما نتج عنها فقد الأبناء لآبائهم، وترمل الزوجات اللاتي فقدن أزواجهن الذين يخرجون لكسب لقمة العيش ولا يعودون. وأكد السويحل في تغريدته أنه يكتب هذه الرسالة بسبب حادث تعرض له زميله المعلم محمد الجهني الذي أدخل على إثره العناية المركزة في حالة حرجة، ثم توفى بعدها، ولم يعلم السويحل أنه سيلحق بزميله بالطريقة نفسها بعد عام، فبالأمس لقي السويحل مصرعه، فيما أصيبت ست معلمات بجروح متفرقة، إثر حادث تصادم وقع ظهر أمس، غرب محافظة الحائط بالقرب من كوبري وادي الحداوي، بين سيارة لنقل المعلمات وأخرى من نوع فورد، فيما نجت ثلاث معلمات وسائقهن ومعلم. وتم نقل المعلمات المصابات بواسطة الهلال الأحمر إلى مستشفى الملك خالد في حائل. من جهته، قدم المدير العام للتعليم في منطقة حائل الدكتور يوسف الثويني تعازيه ومواساته نيابة عن الأسرة التعليمية في المنطقة لعائلة المعلم عبدالرحمن محمد فهيد الشمري الذي يعمل في مدرسة ابلة، والذي انتقل إلى رحمة الله تعالى إثر حادث الحائط. ووجه الدكتور الثويني المساعدة للشؤون التعليمية "بنات" فوزية الجنيدي بمتابعة حالة المعلمات المصابات في الحادث، واللاتي تم نقلهن إلى مستشفى الحائط لتعرضهن لإصابات متفرقة. وأوضح أن الحادث محل عناية واهتمام إمارة منطقة حائل ووزير التعليم وقيادات الوزارة، تجسيدا للاهتمام بالمعلم ودوره ورسالة الدعم التي يستحقها في كل الظروف، داعيا الله أن يشفي المعلمات المصابات ليعدن إلى ميادين العمل سالمات، وأن يسكن الفقيد الشمري الجنة مع الأبرار والصالحين. وكانت "الوطن" اتصلت بالمتحدث الإعلامي لمرور منطقة حائل المقدم بندر الحربي للحصول على تفاصيل الحادث، إلا أنه لم يرد. يذكر أن المعلمات المصابات من سكان المدينةالمنورة، ويسافرن يوميا للعمل في مدارس تابعة لقطاع تعليم الحائط، فيما يسكن المعلم المتوفى في مدينة حائل.